أثار وافد سوداني مسن، يعيش في السعودية منذ أكثر من 36 عامًا، مشاعر حزن وحب واشتياق لدى آلاف السعوديين بعدما قرر العودة لبلاده برفقة عائلته التي أمضى معها سنين طويلة في البلد الخليجي الذي يستضيف ملايين الوافدين من مختلف الجنسيات.
ونشر الطبيب السوداني، محمد عباس، عبر ”تويتر“، صورة له برفقة والده ووالدته من داخل الطائرة في رحلة العودة إلى السودان، مشيرًا لطول فترة إقامة والده في السعودية، والتي امتدت على مدى أربعة عقود تقريبًا.
وكتب الطبيب الشاب بجانب صورة والده وقد ابيضت لحيته، بينما ترتدي والدته النقاب الشائع بين السعوديات ”بعد 36 سنة و10 شهور و8 أيام قضاها والدي بين أرجاء هذه البلاد المباركة حان موعد العودة إلى أحضان الوطن، وبين جنبيه الكثير من الامتنان للسعودية وأهلها، والكثير الكثير من الأحلام والآمال بأن يوفقه الله في مستقبل الأيام وأن يصلح الله حال السودان، لكل بداية نهاية، ومصير الغايب يعود“.
ومع إعلان موعد نهاية رحلة أبو محمد في السعودية، حضر جيرانه وأصدقاؤه ومعارفه في السعودية، ليودعوه بعبارات مؤثرة ما لبثت أن جذبت سعوديين آخرين أثر فيهم موقف الوداع للوافد الذي أمضى سنين شبابه في بلادهم.
وكتب أحد السعوديين الذي عرفوا أبو محمد عن قرب في وداعه: ”خبر محزن والله..أبو محمد من خيرة من عرفت ورأيت هذا الرجل الصالح، وكذلك ماعرفته وسمعته عن هذه الأم الصالحة، لكن الذي يجبر الخاطر أنهم تركوا لنا، هذا الشبل الرائع صاحب الخلق الرفيع.. نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه“.
وودع سعد القحطاني، العائلة السودانية التي عرفها عن قرب، قائلاً: ”وكلنا والله ألم وحزن على الوداع واللقاء على خير بإذن الله ..وكنتم ذلك المقيم الصالح المحترم الذي يعطي البلاد الاهتمام لقوانينه والاحترام لعادته ..كان والدك ووالدتك من خيرة الناس الطيبه الذين نتمنى لهم طيب الحياة .. وبإذن الله يتجدد بنا اللقاء .. حفظكم ربي وحفظ الله شعب #السودان“.
وكتب مغرد سعودي لا تربطه علاقة بالوافد السوداني فيما يبدو: ”نحن ممتنين كثيرًا لذلك المغترب عن بلاده وما هو بغريب بيننا فقد كان له يد إما في بناء أو خدمة أو تعليم. بارك الله في اهلك جميعهم وبالتأكيد ستشتاق #السعودية للمحبين أمثالهم“.
وعلّق المدون السعودي المعروف، محمد الشريف، على تغريدة وداع العائلة السودانية للسعودية بالقول ”تغريدة قاسية على القلوب“.
وودعت مغردة تدعى ”إنصاف“، العائلة السودانية، بالقول: ”بحفظ الله ورعايته، أسرة كريمة تضم أبًا صالحًا وأمًا عفيفة محتشمة أنجبا ابنًا معروفًا بنقاء القلب ودكتور رائع وصاحب صوت جميل، نتمنى لهما حياة سعيدة وآمنة على أرض بلادهم وأن ينعموا باستقرار السودان وأن يختم لهما بالخاتمة الحسنه“.
وأعاد أحد المغردين ممن عرفوا أبو محمد، جزءاً من ذكريات الماضي قائلاً: ”الله المستعان، والدي الشيخ كان مُعينا لنا بتشجيعه المستمر عندما كُنا صغارا في التحفيظ، يدعوا لنا ويُشجعنا ويوجهنا وكاد أن يضربنا، أبلغهُ سلامي ودعائي له بطول العمر على الطاعة ووالدتكم المصون، الله يرزقك برهما، ويبارك في اعماركم واعمالكم ونزروكم في السودان ان شاء الله“.
وتحظى الجالية السودانية في السعودية وعموم دول الخليج، بسمعة طيبة بين مواطني دول الخليج العربي والوافدين المقيمين فيها، وكثيرًا ما تنتهي رحلة عمل أولئك الوافدين في تلك البلدان بعد سنين طويلة بوداع مؤثر.
وقدم السودانيون إلى السعودية شأن باقي دول الخليج العربي في أعقاب اكتشاف النفط وبدء بيعه بعوائد مالية مجزية في النصف الثاني من القرن العشرين الماضي، عندما بدأت دول الخليج بإنفاق تلك الأموال على التعليم والصحة والبنى التحتية مستعينة بوافدين من مختلف دول العالم.
إرم نيوز