الإتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدعاة: الموقف من الإتفاقيات الدولية المخالفة للإسلام وماجاءت به الرسل عليهم السلام

الإتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدعاة
“”””””””””””””””””””””
♦️الموقف من الإتفاقيات الدولية المخالفة للإسلام وماجاءت به الرسل عليهم السلام ♦️

الحمدلله القائل (اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ (3) مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ ۗ)سورة ال عمران
والصلاة والسلام على رسوله القائل ((أنا أَولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء إخوة لعلات؛ أمهاتهم شتى ودينهم واحد))؛ رواه الشيخان
أمّا بعد:
فإنّ القرآن الكريم هو ماتقوم عليه ملتنا وأمتنا وعقدنا وعقيدتنا وفكرنا وثقافتنا وكل أمرنا ؛ قال تعالى:
(قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)
وعملاً بأمر النبي ﷺ:
(فمَا بَالُ أَقْوَامٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللهِ، مَا كَانَ مِنْ شَرْطٍ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَهُوَ بَاطِلٌ، وَإِنْ كَانَ مِائَةَ شَرْطٍ، كِتَابُ اللهِ أَحَقُّ وَشَرْطُ اللهِ أَوْثَقُ..)رواه البخاري ومسلم

إنّ من أعظم العهود والمواثيق التي يجب التزامها واحترامها وتقديسها
ما اجتمع عليه دين الأنبياء والرسل والتقت عليه الرسالات السماوية ولازالت مصدرا للقيم العُليا التي تحفظ للإنسان إنسانيته وكرامته تلكم الوصايا العشر
المتكررة في القُران والتوراة والإنجيل
وهي قوله تعالى :
﴿قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ۝151وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ۝152
وقال تعالى:
﴿لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا۝22وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا )
وقال تعالى :
(وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا۝26إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا)
وقال تعالى:
(وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا۝29
وقال تعالى :
(وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًاكَبِيرًا۝31وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا۝32﴾
﴿وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا۝33وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا۝34وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا۝35وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا۝36وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا۝37كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا﴾
تلكم الأيات هي الوصايا العظيمة التي نطق بها القران وهي ذاتها التي نطقت بها التوارة ونطق بها الإنجيل
ففي اللغة العبرية التراثية، تسمى الوصايا العشر (עֲשֶׂרֶת הַדִּבְּרוֹת) أي (عسيرت-هديباروت) وتعني الكلمات العشر أو الأمثال العشرة أو المسائل العشر.وهي أرفع الآثار الموسوية وأبرزها في التراث اليهودي، تلقفها موسى منقوشة على لوحي الشريعة في جبل حوريب؛ وتعتبر “وصايا العقل، أساسية في إلزامها بحيث لا يمكن أن يُعفى أحد من الالتزام بها وفي العهد الجديد حين سُئل المسيح: “أي عمل صالح أعمل لأرث الحياة الأبدية؟”، أجاب “احفظ الوصايا” والمسيحيون يرجعون إليها لكي يتعلموا منها كيفية التصرف في الحياة الأخلاقية”وقال عنها البابا يوحنا بولس الثاني: “ليست الوصايا العشر فرائض ألزمنا بها إله طاغية عشوائيًا، إنها تؤمن اليوم وفي كل الأيام حياة العائلة الإنسانية ومستقبلها”وهي في سفر الخروج، 20 وسفر التثنية، 5،
ونص هذه الوصايا هي:

(لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي.
لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ.
لا تحلف باسم الهك باطلا.
اُذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ.

أكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ..
لا تقتل.
لا تزن.
لا تسرق.
لا تشهد شهادة زور.
لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ، وَلاَ عَبْدَهُ، وَلاَ أَمَتَهُ، وَلاَ ثَوْرَهُ، وَلاَ حِمَارَهُ، وَلاَ شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ)
إنّها القيم العليا للإنسانية اتفقت كل الأديان عليها وما جحدها إلاّ الملاحدة الذين لايعترفون بالأديان وينكرون وجود الإله الدّيان ومن أظهرهم من يُسمّون بالشيوعيين ومن ورائهم تنظيم الماسونيين الذين لاهم لهم إلا مسخ الإنسان من انسانيته بإغراقه في الرذائل والشهوات المنحطة الدنية من الزنا واللواط والخمر والمخدرات وتسمية كل تلك الخطايا بالحريات وسنّ القوانين وصياغةالإتفاقيات التي تروج للمثليين والشاذين وسائر شرائح الملحدين
مخالفين ومصادمين ومعترضين على سائر الأديان وإزاء هذا الخطر الماحق والعدوان السافر على أصول الأديان كلها جاء بيان الاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدعاة
ليبلغ البلاغ المبين أنّ كل شرط ليس في كتاب الله وشرعه فليس بشرط ولو كان مائة شرط، إلا ما كان من عقد وشرط وافق الحق ولم يحرم حلالاً أو يحلل حراماً، ولا ضرر فيه أو ضرار.
وبناءً على ما سبق ، فإنّ جميع المعاهدات والقوانين والمواثيق الدولية والإقليمية والمحلية التي لم يأذن بها الله تعالى.وكُلّ الدساتير والنظم واللوائح التي تَسُنّها الدُّول مخالفةً ومضادةً لكتاب الله وأحكامه.باطلةٌ غير ملزمةٍ وهي من قبيل الحكم بغير ما أنزل الله ؛ فإنّ الحاكم والمشرع هو الله سبحانه وتعالى فلا تصدر الأحكام من مجالس تشريعية ولا من محكمة عليا أو دنيا ولا عن رئيس أو حاكم أو عرف أو تقاليد؛ ولكن عن الله تعالى قال رسول الله ﷺ:: (إنَّ الله هو الحَكَم، وإليه الحُكم)، رواه أبوداؤد والنسائي وصححه الألباني
ويُعطي الفقهاء المجتهدون الولاية في هذا الشأن بإبانة حكم الله بدليله.
فإن حكم حاكم بخلاف حكم الله ورسوله ﷺ بطل حكمه وفُسخ عقده ورُدّ قراره لقول النبي ﷺ (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)

Exit mobile version