حرصا منهم على التعريف بموريتانيا ومناطقها السياحية، أطلق صحفيون ومدونون موريتانيون عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي حملة دعائية لقطاع السياحة في البلاد، الذي تعرض لشلل كلي خلال السنوات العشر الماضية بسب الإرهاب.
وأطلق الناشطون على صفحات التواصل الاجتماعي حملة تحت رسم “#زر_موريتانيا” بعدة لغات، كالفرنسية والإسبانية والإيطالية، بالإضافة العربية، حيث يهتم الناطقون بهذه اللغات بزيارة موريتانيا.
ونشر عدد من رواد التواصل الإجتماعي في موريتانيا عبر حساباتهم على “فيسبوك” و”تويتر” صورا تظهر بعض المناطق السياحية الموريتانية، وتبرز خصوصياتها، وتدعو السياح لزيارتها.
وشهدت الحملة الترويجية شرحا من القائمين تُعرف بموريتانيا، كما تًوضح طرق الحصول على تأشيرة للدخول إلى البلاد، وكيفية السفر إلي المناطق السياحية في الدولة.
وقال الصحفي الموريتاني سيدي المختار ولد سيدي، الداعي الأول لهذه الحملة:،”الهدف من هذه الحملة هو تشجيع السياح على اختيار موريتانيا وجهة لهم خلال الموسم السياحي الذي انطلق حديثا ويستمر لستة أشهر”.
وأضاف ولد سيدي في تصريح لموقع “سكاي نيز عربية”، “لاحظنا تفاعلا كبيرا وإيجابيا في الغالب مع الحملة من قبل الكتاب والمدونين والإعلام المحلي وتلقينا أسئلة واستفسارات من أشخاص غير موريتانيين مستهدفين بالحملة أبدى بعضهم الرغبة في زيارة موريتانيا.
الموسم الجديد
وتزامنت الحملة الدعائية التي يشرف عليها صحفيون ومدونون موريتانيون، مع انطلاق الموسم السياحي الجديد في موريتانيا.
وكان وزير التجارة والسياحة سيدي أحمد ولد محمد، قد أطلق الموسم السياحي 2019/2020 السبت الماضي من مدينة أطار بولاية آدرار.
التأثر بسبب الإرهاب
وتأثر قطاع السياحة في موريتانيا بشكل كبير، خلال السنوات الأخيرة، بفعل تهديد الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء.
وقد أدت العمليات الإرهابية التي شهدتها موريتانيا في الأعوام الماضية، والتي راح ضحيتها سياح أجانب وعشرات العسكريين في الشمال الموريتاني، إلى تراجع كبير للسياحية في البلاد، التي تعد من بين أهم الموارد الاقتصادية للدولة.
ويري ولد سيدي أن هناك تحسنا كبيرا فيما يتعلق بالجانب الأمني هو ما سمح أصلا بعودة السياح بعد توقف دام نحو 10 سنوات، وتم كذلك شطب بعض مناطق موريتانيا من قائمة الوجهات الممنوعة على السياح الغربيين. وفق تعبيره
وقال ولد سيدي “سنركز في الحملة على إبراز مقدرات البلد السياحية وقدرته على توفير الأمن للزائرين وبطبيعة الحال فالجهد الأكبر والمسؤولية المباشرة تقع على عاتق وزارة السياحة والجهات الحكومية الأخرى”.
وصنفت الخارجية الفرنسة الشمال الموريتاني منطقة حمراء، بعد سلسلة عمليات إرهابية شهدتها مناطق مختلفة من البلاد آخرها مقتل 4 سياح فرنسيين وسط موريتانيا عشية أعياد المسحين في 2008.
قطاع السياح يستعيد عافيته
وبدأ قطاع السياح يستعيد عافيته، مع انطلاقة الموسم الجديد بعد سنوات من المعاناة والركود، كانت تحذيرات الدول الأوروبية لرعاياها بعدم السفر إلي المناطق الشمالية في موريتانيا، سبابا رئيسيا في خلق هذا الركود، قبل أن يتغير تصنيف الأوروبيين للشمال خلال الفترة الأخيرة.
وأشار سيد المختار ولد سيدي إلى أن الموسم السياحي الماضي زار موريتانيا 4 آلاف سائح أجنبي مقارنة مع 1500 خلال الموسم الذي سبقه. موضحا “هذا تطور لافت ومهم ومشجع”.
وأضاف “الهدف الآن هو استقطاب 14 ألف سائح وهو هدف طموح”.
ويعد الشمال الموريتاني، ومناطق أخرى من البلاد نقطة جذب للسياح الأجانب، الباحثين عن الصحراء، والراغبين في اكتشاف الإرث الثقافي الذي تزخر به المدن التاريخية في المنطقة.
سكاي نيوز