الذي أثق فيه ان طقوس الخطاب السياسي الموجه للخارج في اثيوبيا . دقيق وصارم ولا يسمح عادة بالاراء الحماسية ؛ والتصريحات الخشنة وهو تقليد متبع ومتفق عليه بشكل مؤكد ولا يتجاوزه حزب او تنظيم كما لا تتورط فيه عادة الحكومة بما في ذلك رئيس الوزراء او الخارجية او اي مسؤول باي درجة ؛ لذا وجدت نفسي مندهشا للقنبلة الصوتية التي اطلقها ظهر اليوم د. ابي احمد في خطابه امام البرلمان وتصريحه الاقرب لنزوله اسفله النهر عاريا لمواجهة المصريين ! ويبدو ان لاديس ابابا معلومات موثقة واسانيد واضحة بشأن تحرك ما دفعها للاستباق بتلغيم الأجواء واظن انه ما ارادت به إيقاظ المحيط الاقليمي والدولي وجر الجميع الى طاولة لقاء مرتقب مع الرئيس السيسي في روسيا قريبا ؛ اثيوبيا تدرك ان اي حرب قادمة مع مصر ستجري في الداخل الاثيوبي سواء على صعيد الاشتباك العسكري او الاعمال الخفية وفي ظروف اثيوبية داخلية متوترة يسهل فيها وضع بذور الانشطة المضادة للحكم ؛ كما ان اثيوبيا تدرك ان اي حرب تقع ستعني بالضرورة ولبعد المسافات مع مصر واستحالة قيام الاخيرة بعملية إلا بتنسيق مع السودان وارتريا وبالتالي فان نشوب اي حرب ستعني ان اديس ابابا ستفقد احد الجارين او الاثنين معا .حال الاقتصاد والحرص على التنمية التى حدثت ستجعل ابي احمد اميل الى حلول ودية ولكن الى حين ذاك اظن ان الرجل اراد ان (يجيب من الاخر) لخفض حمى التشنج المصري ولجر خصمه الى حافة الهاوية وفي الوقت نفسه ابراز خطاب قومي موجه للشعب الاثيوبي لاثبات ان مواقفه تجاه حتمية قيام السد قوية ومتهورة إذا لزم الامر لكن في كل الاحوال يبقى التصريح مؤشر على ان القاهرة (جغجغت النقار) تحت السد او في مكان ما باثيوبيا.
محمد حامد جمعة