هل يقود إدمان القهوة إلى العيادات النفسية؟

هل أنت مدمن على القهوة؟ وهل ستغيّر سلوكك إذا اكتشفت أنك مدمن فعلاً أم أن المتعة التي تتلقاها بفعل شربها ستدفعك لتجاهل الأمر؟ أسئلة تضاف إلى سؤال آخر وهو: كيف تعرف أنك مدمن على القهوة أو مجرد محبّ عادي يستطيع تركها في أي وقت شاء؟ بالطبع هناك طريقة لتعرف ذلك، وهناك علاج أيضاً!

الحديث عن إدمان القهوة يتجدد مع الاحتفال السنوي بيومها العالمي، في 1 أكتوبر من كل عام، وهو اليوم الذي يتفاعل فيه عدد كبير من الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي؛ عبر التغزّل بالقهوة وأجوائها وعاداتها.

من علامات الإدمان على المشروبات التي تحتوي على مادة الكافايين مثل القهوة الشعور بالحاجة إليها بشكل يومي، واستخدامها كعلاج للصداع، وعدم القدرة على بدء النهار وتعديل المزاج بدونها، كما أن الاعتياد عليها وفقدان تأثيرها المنبّه هي علامة أخرى على الإدمان، إلى جانب شرب أكثر من 500 ملغرام يومياً، أي أكثر من 5 كؤوس قهوة يومياً.

في حين لا يحمل إدمان القهوة نفس السمعة السيئة التي ترتبط بأنواع إدمان أخرى، يأخذ الأطباء النفسيون هذا النوع من الإدمان على محمل الجد، ففي جامعة “جون هوبكينز” في ولاية واشنطن الأمريكية بدأ العمل على دمج العلاج من إدمان الكافايين في عيادات العلاج النفسي، وأطلق عليه اسم اضطراب “استخدام الكافايين” وعرّف بأنه “فشل محاولات التقليل من نسبة الكافايين المستخدم والتعلق به نفسياً وجسدياً”.

ومن أعراض وجود هذا الاضطراب علمياً هو القلق والعصبية واضطراب المعدة والمزاج المتوتر وتقلص ساعات النوم. وعليه قام الأطباء النفسيون بتطوير برنامج علاجي من ضمن العلاج “السلوكي المعرفي”، والذي يعتمد بالأساس على تبادل الحديث مع المعالج ووضع برنامج لتعديل السلوك تدريجياً.

لكن ككل علاج إدمان أو ما يسمى بـ”الفطام”، يوجد أعراض جانبية تصيب الإنسان خلال العلاج؛ مثل الصداع والغثيان، وأعراض أخرى شبيهة بأعراض الزكام، ولكنها تزول تدريجياً مع تقدم العلاج. وبحسب الباحثين فإن الدورة العلاجية الواحدة تستمر لمدة 5 أسابيع، تقل خلالها كمية الكافايين المستهلك تدريجياً مع متابعة يومية من جانب المريض نفسه، إذ يطلب منه تدوين يومياته وشعوره وتجربته، ومن ثم يتفحص المختص تقدّمه وينقله للمراحل التالية.

ومن الآثار التي يتركها استخدام الكافايين على جسم الإنسان رفع مستوى هرمون الأدرينالين لدرجة تجعل الإنسان سريع الانفعال. فهذا الهرمون مسؤول عن تحفيز الإنسان على رد فعل “المواجهة مقابل الفرار” في حالات الخطر، لذا ليس من الطبيعي أن يكون مرتفعاً في الأوقات العادية؛ فهو يجعل الإنسان أكثر توتراً ومشحوناً عاطفياً. من جانب آخر يؤدي الإكثار منه إلى خلل في امتصاص الكالسيوم، ما يسهم بمرض هشاشة العظام.

على كل حال، يتحدث خبراء آخرون عن الآثار الإيجابية للكافايين؛ مثل تنشيط الذاكرة وزيادة التركيز، وللمعتادين عليه يسهم في تحسين المزاج، كما أن شربه مع بعض الأدوية يسهم بامتصاص الدواء في وقت أسرع من ثم يسرّع العلاج، خاصة الصداع الحاد.
تفاعل واسع مع القهوة

وتفاعل ناشطون عرب وخليجيون عبر وسم “اليوم العالمي للقهوة” على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، ليعبروا عن حبهم للقهوة في يومها العالمي.

يقول سليمان السليماني: “رشفة القهوة مثال للشيء الهادئ، المنصت. تتوحد مع الشغف اليقظ في المقهى، تنظر للصباح الذي يبهج لون القهوة. للسماء التي تتأمل صمت الفنجان الوقور.. هناك على شرفة الحياة العابرة، بالصخب الذي لا يقلق هدوء الرائحة المغوية”.

وتعدّ القهوة من أصل التراث الخليجي، وتعتبر رمزاً من رموز الكرم عند العرب، وقد حلت عندهم محل لبن الإبل، فباتوا يفاخرون بشربها، وأضحت مظهراً من مظاهر الرجولة في نظرهم، ويعقدون لها المجالس الخاصّة التي تُسمّى بالشبّة أو القهوة أو الدّيوانيّة.

ويعتبر تقديم القهوة العربية من أهم العادات لدى الخليجيين، إذ تتربع على عرش المناسبات؛ بالمنازل والدواوين والجلسات العامة والخاصة، وتحتل مكانة خاصة لأنها ترتبط بمواسم مميزة لدى الناس؛ كأعياد الفطر والأضحى وشهر رمضان، وتحضر في جاهات الصلح العشائري، ومراسم الخطبة والزواج والأعراس.

العربي الجديد

Exit mobile version