قصة رفع العقوبات عن السودان بالطريقة الماشة بيها دي قلة ادب “امبريالية” جد جد

سيداو .. ثم الاولويات.
اتفتح نقاش اثر تصريحات من كم وزير عن عزم الحكومة التوقيع على اتفاقية سيداو. الكلام العايزة اقولو ما متعلق بموقف نقد او مدح او ذم لمحتوى الاتفاقية لكن محاولة لترتيب اولويات الحكومة بشكل افضل. النقاش ورا ضرورة التوقيع على سيداو قاعد يجي من جانبين: الاول متعلق بدعم اوضاع حقوق النساء القانونية والتاني متعلق بملف العقوبات والرفع من قائمة الارهاب.
نبدا بالتاني …انا عندي شك كبير في حكاية انه سيداو دي شرط حقيقي لقصة رفع العقوبات وقائمة الارهاب. حقيقي مش بمعنى انه ما طالبو بيها لكن بمعنى انه امريكا ما جادة اصلا في القصة دي… و قصة رفع العقوبات بالطريقة الماشة بيها دي قلة ادب “امبريالية” جد جد زي ما قال الكتاب وزي ما وضح تعامل الادارة الامريكية اللامبالي مع الموضوع حتى اليوم. نحن ما حقو نمشي معاهم في خارطة الطريق الموضوعة دي لانه حنقضي سنوات بنحقق ليهم في الwish list حقتهم بدون نتيجة. انت جاي (كحكومة) في زمن عندك قدر لا باس به من التعاطف العالمي فحقو ما دام الجماعة قالو ما عندهم ليك قروش استثمر التعاطف ده بانك تخلق خارطة طريق معقولة وموثوقة اكتر… سبب واحد يخلي الحكومة دي ترضى يتعاملو معاها زي النظام السابق مافي. فانا عموما اعتراضي شامل برضو الطريقة القاعد يدار بيها ملف العقوبات من الجهتين مش بس شرط سيداو ده بالتحديد.
من الناحية التانية انا لو عاينت بعيون الحكومة و شكل توازن القوى (او لا توازن القوى) بالذات من جهة المدنيين . فحقو دي حاجة ما اركز معاها هسي (كحكومة) يعني غير انك تثير ضدك الراي العام الاتشحن ضدها سنوات وسنوات بالاعلام الحكومي بتصريحات في الهوا من غير تبذل جهد لاعادة تقديم الاتفاقية للمجتمع كمان ما حيكون عندها اي فايدة على الواطة غير تغذي المعارك الدونكشتية حقت اسلامي وعلماني. السودان ده مثلا مصادق على كمية من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية لكن قوانينو ياها الشايفنها دي. شوف مثلا اتفاقيات ومعاهدات الخاصة بالطفل وشوف القوانين حقتنا! الخلاصة انه مافي فايدة بتجنيها من التوقيع ده ..غير رضا قلة قليلة قليلة اقل من ما يمكن وصفه!
بالجانب التاني من الموضوع … في السواد الاعظم من النساء والطفلات السودانيات اللي ما سمعو بسيداو ولا حيسمعو بيها بعد عشرة سنوات…ديل عندهم قضايا ومشاكل حقيقية يفترض تكون اولوية الحكومة والناس البتضغط على الحكومة (بما انه دابها بتضع برامجها و الشهر شهر وضع ميزانية البلد وكدا) .. زواج الطفلات (و الاغتصاب) مثلا بقل جدا بانك تعمل حاجات عضم شديد زي تقلل زمن سعية الموية للشفع ديل وتعمل مشاريع موية في الحتات البيمشو فيها البنات ديل ساعتين مشية و ساعتين جية عشان جركانتين موية ..وتحسن خدمات الارشاد الزراعي بالذات في المشاريع المطرية واهل البت دخلهم يتحسن ويستغنو عن عمالتها ويستغنو عن مهرها وهم مصاريفها.. حتزيد فرص تعليمن بانه البنات والاولاد الصغار ديل السارحين ب”الثروة الحيوانية” في اقاصي السودان اهلهم يلقو ارباح احسن من بهايمم دي ويتوفر ليها رعاية و اكسيس للسوق المحلي والعالمي من غير سماسرة عايشين على احتكار المعلومات ..ده دور الدولة وسياساتها و انحيازها البيظهر في الصرف على البنى التحتية حقت المشاريع دي .. الختان وسوء التغذية و موت الامهات في الولادة بيقلو ويمكن ينعدمو بتوفر مراكز الرعاية الصحية الاولية في القرى … المراكز دي اهم ما فيها انها ما مراكز علاجية لكن مراكز وقائية بتخلي الحوجة للعلاج اصلا متدنية جدا وده التوجه الحاصل في فهم العالم لخدمات الصحة.. بتبني مدارس قريبة وفي الحتات الفيها مدارس ومافيها طلبة بتقعد مع الناس تفهم مشكلتهم شنو ليه بناتهم ما بيمشو ؟ المنهج شايفنو كعب؟ ناقشهم فيهو. فطور مافي؟ حلها معاهم. اهلهم عايزنهم يسعو موية؟ حلها معاهم ..اللامركزية دي فوق كم لو ما كانت كدا؟
المهم.. مافي زول بيقدر يقفز على الشروط المادية لحياته والقدر ده الاستثناء البياكد القاعدة…الثقافة نفسها ابنة الشروط المادية دي .. والا يا ريت اعرف الاتفاقية الاتوقعت وخلت قريب من ٧٠% من طالبات جامعة الخرطوم هن بنات؟ اولوياتك شنو يا حكومة الثورة؟

#اولويات

* اخيرا.. دايما بيكون في فارق بين وعي النساء في الريف و الطبقات الدنيا (ان صحت التسمية) اللي بتكون اولوياتهم البحث عن تحسين شروط حياتهم المادية وسبل معيشتهن والوعي البتحملو النخبة النسوية الغالب عليه المطالبات القانونية، عقدة الحركة النسوية وانجازها الاعظم حيكون ربط وعي النساء ديل و نضال النخبة النسوية بطريقة ما. النساء طبعا ما جماعة سياسية وحدة والافتراض بانه يمكن جمعهم تحت مظلة وحدة افتراض لازم يتبع بتحفظات كتيرة .. لكن ده نقاش يجب خوضه مع الجميع و بتحيز مسبق وحيد هو لقضية العدالة الاجتماعية.

Tahany Maalla

Exit mobile version