الملاحظ أننا مع اقتراب موعد مليونية #اكتوبر21 لمسنا تحسناً كبيراً في الأداء الحكومي وتسارعاً في عجلته، إذ حسمت العديد من الملفات التي كانت عالقة كملف القضاء و النائب العام، وتم التلميح بامكانية تعيين ولاة مدنيين مؤقتين، وتراجعت قحت عن تصريحات بعض مسؤوليها الذين استنكروا دعوات المليونية، وقامت أيضاً بتسليم رؤيتها أو خطتها الاسعافية لمجلس الوزراء الذي قام هو الآخر باعداد واجازة العديد من البرامج للمرحلة الانتقالية، وانطلقت مفاوضات السلام وتم الإعلان عن وقف شامل لاطلاق النار في كافة أرجاء البلاد، وارتفعت حدة و وتيرة الضربات التي وجهتها الحكومة لمعاقل الدولة العميقة وجيوبها النتنة…. بكل تأكيد لايزال مستوى الأداء دون الطموحات المأمولة من حكومة الثورة، ولازالت هناك اخطاء ترتكب، ولكنني “بشكل عام” ومع تفهم لتعقيدات الواقع والعقبات والعراقيل التي تقف في طريقها أستطيع أن أقول بملئ الفم أن هناك تحسناً ملحوظاً لا تستطيع أن تنكره العين إذا ما نظرت بتجرد.
على الجماهير أن تظل على الدوام يقظة، حارسة لثورتها ترفع راياتها وتحتفظ بشعلتها متقدة.. تمارس دورها الرقابي بوعي وصرامة، ترصد وتحلل وتقيم وتنبه وتصحح وتعدل الميل… تبتسم وتصفق وتشجع إن أحسن القوم، وتكشر عن أنيابها وتزمجر إذا ما اقتضى الأمر.. هذه الثورة حصاد لمحصلة نضال طويل ومرير امتد لثلاثين سنة.. بذل فيها الشعب السوداني أغلى ما عنده، دماء أبنائه وبناته، فلذات أكباده وهم في عمر الزهور.. فلا تفرطوا في مكتسباتها ولا تركنوا أو تستكينوا.. أعلم أننا قد تعبنا أيها الأصدقاء ولكن كما كان الشهيد عبدالعظيم يردد: لا أحد يستطيع أن يستلقي أثناء المعركة.. الحرب لازالت مستعرة ولم تضع أوزارها بعد.
بكره أحلى..
د. أسعد علي حسن