21 أكتوبر .. موكب من؟ اتفاق على اليوم واختلاف فى المطالب

جدل متعاظم لازم الدعوات للخروج فى مواكب 21 أكتوبر، بعد دعوات من جهات متباينة، الداعون للخروج أبرزهم قيادات بالمؤتمر الشعبي، وبعض الإسلاميين ، وبالمقابل دعا تجمع المهنيين رسمياً للخروج في موكب 21 أكتوبر، رئيس المؤتمر الوطني المكلف اضطر لنشر توضيح فى صفحته على الفيس بوك ينفى فيه دعوته للمشاركة فى الموكب.

أصبح المشهد ضبابياً لتباين مطالب الموكبين ، تجمع المهنيين تبنى أن يخصص الموكب لتخليد ذكريى الشهداء والدعوة لحل المؤتمر الوطني، بينما يدعو الإسلاميون بقيادة القيادي بالمؤتمر الشعبي عمار السجاد لتبني موكب تصحيح مسار الثورة.

أول دعوة لمواكب 21 أكتوبر تبناها الناشط عبد الله جعفر عبر صفحته بالفيسبوك لتصحيح مسار الثورة بتحقيق مطالبها بحل المؤتمر الوطني ومحاكمة رموزه وقد وجدت تلك الدعوة الصدى الواسع بعد احتساب مفقود مجزرة القيادة العامة قصي حمدتو شهيدا وتطابق الحمض النووي مع جثة بمشرحة بشائر مما أثار ذلك حفيظة الثوار لعدم تقديم الجناة للعدالة ووجدت دعوة جعفر الاستهجان من البعض نسبة لتوجه المواكب نحو القيادة العامة ، حيث يرى الكثيرون أنه في ظل الدولة المدنية يجب أن تقصد المواكب جهات ذات صلة بها .

التجمع يتبنى
تجمع المهنيين السودانيين دعا أمس الأول لتسيير مواكب وفعاليات في 21 أكتوبر ، بالعاصمة الخرطوم والولايات، تحت شعار حل حزب المؤتمر الوطني، جاء ذلك في بيان صادر عن التجمع قائد الحراك الثوري وأحد كتل قوى إعلان الحرية والتغيير.
وقال التجمع: في ذكرى أكتوبر المجيدة (أول انتفاضة شعبية أطاحت بحكم عسكري عام 1964)، ندعو لاستلهامها في مواكب سلمية وفعاليات لإحياء ذكرى أكتوبر في الولايات والخرطوم.
وأضاف: تحت شعار حل حزب المؤتمر الوطني ومحاكمة رموز النظام البائد والوقوف في جبهة موحدة من أجل تصفية الفساد والإرهاب.
وأشار البيان إلى أنه سيتم الإعلان عن مسارات المواكب ونقاط التقائها لاحقاً بعد التشاور مع لجان المقاومة والقطاعات الشعبية المختلفة.

الحرية تنفي
القيادي بقوى الحرية والتغيير الأستاذ ساطع الحاج أكد لـ(السوداني) عدم تبنيهم أو مشاركتهم في مواكب 21 أكتوبر بالحرية والتغيير، قاطعاً بأنه لا يملك أي معلومات عن مطالب مواكب 21 أكتوبر، كما علق حزب “المؤتمر السوداني”، أحد مكونات قوى “إعلان الحرية والتغيير في وقت سابق على الدعوة لمواكب21 أكتوبر عبر بيان حذر من خلاله من جهات معادية للثورة (لم يسمها) تمتلك مخططات لإجهاض الفترة الانتقالية عبر تعبئة الجماهير ضد الحكومة للتغطية على انقضاض عسكري على السلطة الانتقالية.
في الوقت الذي أكد فيه الحزب الشيوعي مشاركته كما أصدر تجمع المهنيين السودانيين بياناً بالتبني للمواكب.

ضد الحكومة
القيادي بحزب المؤتمر الشعبي عمار السجاد أكد لـ(السوداني) أن دعوته الذي أطلقها لمواكب 21 أكتوبر تطالب بتصحيح مسار الثورة عبر المدنية الكاملة ومحاكمة مجرمي مجزرة فض اعتصام القيادة العام، مشيراً إلى أن الحكومة الحالية حكومة محاصصات سياسية فاشلة.
ويرى السجاد أن تعيين رئيس القضاء والنائب العام غير مجد في ظل الحكومة العسكرية لجهة أن المجزرة حدثت إبان تولي المجلس العسكري زمام السلطة وهو المسؤول عنها، منوهاً إلى أن الطلب الذي قدمه للمحكمة الدستورية لرفع الحصانة الممنوحة للمكون العسكري بمجلس السيادة بموجب الوثيقة الدستورية وأن البلاغ الجنائي صدر في حقهم جميعاً كمجلس عسكري..
وقطع السجاد بأنه سوف ينطلق بمواكبه برفقة الثوار وبصفته كثائر فقط ، مشيراً إلى أنهم لديهم عدة مسارات ونقاط وصول من بينها القيادة العامة.

حق وانتهازية
المحلل السياسي د. الحاج حمد يذهب في حديثه لـ(السوداني) بالتأكيد على أن دعوات الخروج بمواكب 21 أكتوبر حق مشروع لكل التيارات السياسية الوجودة في الساحة الآن هي ذاتها التي شاركت في حراك ثورة أكتوبر1964 من تيار شيوعي وحزب أمة وحزب اتحادي بما فيها التيارات الإسلامية التي كانت تعرف بجماعة الإخوان المسلمين، قاطعاً بدور الإخوانيين الفاعل آنذاك.
ووصف حمد دعوات الخروج من النظام البائد أو من شاركوه إلى أن سقط بالانتهازية لجهة أنهم يريدون أن يقننوا وجودهم بعكس بمطالب الثوار الرامية لحل المؤتمر الوطني وتقديم رموزه للعدالة.

وأضاف حمد : بالرغم من أن الحركة الإسلامية تتحمل مسؤولية انقلاب 89 إلا أن ذلك لا يعني أن المؤتمر الوطني أو الشعبي ممنوعان من حق التعبير لأنه ولم تصدر حتى الآن قرارات تقضي بحظرهما من الحراك العام .
وأشار حمد إلى الحراك السلمي والحق في التظاهر والتعبير كحق مبدئي مكفول في ظل حكومة الديمقراطية والحرية، منوهاً إلى أنه يجب على الدولة حفظ الأمن وأن لا يصل الأمر إلى خطاب الكراهية كالذي شهدناه مؤخراً ، ومشدداً على أن تترتب على ذلك إجراءات جنائية للحيولة دون انتهاك حقوق الآخرين.

أكتوبر المجيدة
ثورة أكتوبر المجيدة ( 1964م) رسم الشعب فيها أبهى صورة للتلاحم بين أبناء شعبه بمختلف أطيافه وأعراقه وألوانه وأديانه في حدث غريب وفريد على منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في الستينيات ليسقط بثورته الشعبية حكومة الفريق إبراهيم عبود العسكرية، وكانت تعتبر الانقلابات العسكرية ثورات شعبية، فخرج الشعب السوداني ليسقط الحكم العسكري المباشر ويرجع الجيش لثكناته في وعي يتجاوز كثيراً وعي كثير من الشعوب العربية في ذلك الوقت.

بدأت ثورة أكتوبر بعد قيام قوات الأمن باقتحام حرم جامعة الخرطوم لتفريق ندوة بعنوان “المعالجة الدستورية لمشكلة جنوب السودان” بعد أن هاجم المشاركون في الندوة النظام العسكري واتهموه بخلق الفتنة بسياساته الحمقاء في جنوب السودان، وفي اليوم التالي اجتمع الطلاب وقرروا القيام بمظاهرة داخل حرم الجامعة رفضا لتعدي قوات الأمن على الجامعة مع تقديم مذكرة لمدير الجامعة ولوزير الداخلية يطالبون فيها بحماية الجامعة من الاعتداءات الأمنية، ولكن النظام العسكري قام باعتقال لجنة الطلاب التي تقدمت بالمذكرة، وكانوا عشرة طلاب، فاشتعلت المظاهرات في داخليات الطلاب، وأثناء محاولة النظام فض تظاهرات الطلاب قتل الطالب أحمد القرشي برصاصة طائشة وكان مقتل القرشي شرارة الثورة لتشتعل وتجد تضامناً وحراكاً شعبياً ونقابياً إلى أن انتصرت إرادة الشعب.

الخرطوم: هبة علي
صحيفة السوداني

Exit mobile version