والرسالة نتردد في نشرها لأن غرابتها تقطع الأنفاس.. لكن الرسالة التي تحمل عنوان ( من الصادق المهدي إلى… ) يكتبها الصادق المهدي عن الشيوعيين
– والرسالة ما يدهشك فيها هو أن كاتبها هو الصادق المهدي الذي يمضغ حنظل الشيوعيين
– والرسالة ما يدهشك فيها هو أن ما يسرده الصادق المهدي في (28/1/1965) هو ذاته.. ذاته.. ذاته.. ما يفعله الشيوعيون الآن .. بعد أربع وأربعين سنة
– قال الصادق .. عن استغفال الشيوعيين له وللناس إن
: الأمر في أكتوبر 1964 يقترب من المذبحة.. وضباط وطنيون يتصلون بعبود يحذرون من ذلك..
– والضباط يطلبون مجلساً يضمهم بدلاً من المجلس الأعلى الذي يقود حكومة عبود
قال: حين نضجت الخطوات جاء الشيوعيون (الشيوعيون في استغفال كل جهة كانوا يومها في المجلس الأعلى هذا)
قال الصادق جاء الشيوعيون لعزلنا
– والتقوا بنا في بيت المهدي
– علمنا أن الجيش أرسل اللواءات طاهر عبد الرحمن و..
عوض عبد الرحمن
– للتفاكر حول نقل السلطة.. ولم نشأ أن يكون تفاوضنا مع الشيوعيين جانبياً
(الأسلوب هذا يذكرك أنت القارئ بما فعله الشيوعيون بعد أن نضجت الثورة في سبتمبر 2018)
– تم اجتماع شامل.. وإرسال مندوبين منا للجيش بعد أن ضمنوا أن حكومة عبود قد انتهت (وراجع ما يستعيده عقلك الآن عن خطوة مشابهة نهاية العام الماضي)
قال: أرسلنا مبارك زروق
وحسن الترابي
وعابدين إسماعيل
وأحمد السيد حمد
والصادق المهدي
– ثم اتفقنا على نقاط أصبحت هي الميثاق وبعضه هو
أن يكون تمثيل الأحزاب في الانتقالية رمزياً (في تطوره.. الأسلوب الشيوعي/ حين يعلم أنه لن يفوز بأي مقعد عام (2020).. الشيوعي يستبعد الإسلاميين تماماً ويجعل بقية الأحزاب ترسل وزراء نصف أميين من ماركة وزير الأوقاف الذي يبدأ عهده بدعوة اليهود لاحتلال مافي أيدي السودانيين)
– كانت هذه هي صورة الجبهة الوطنية
– قال اتفقنا على أن يقوم تجمع مستقل ( التجمع هذا ما يقابله الآن هو تجمع المهنيين الذي يقوده الشيوعيون)
– اتفقنا على وزراء ترشحهم جبهة الهيئات (الآن هذا ما يقابله هو قحت)
– قال الجيش قابلنا بمطالبه هو (وهذا يقع في الفترة الحالية)
– والجدال يحصر في رئاسة الدولة
– قال لخصنا الأمر في (دستور) و(فترة انتقالية)
– قال.. في الفترة هذه ينضم إلينا (دون تفويض) كل من بابكر عوض الـله (شيوعي) وطه بعشر
– والأمين محمد الأمين (شيوعي)
– وأحمد سليمان (شيوعي)
قال الصادق
: روح أكتوبر جعلتنا نقبل .. ولم ننتبه إلى أنهم إنما جاءوا (لتدوير) الوزراء الذين تنتخبهم جبهة الهيئات.. (وصورة لهذا الآن هي قحت)
– وجدالنا يطول.. والجيش يحسم الأمر.. بإنذار أنه ما لم يتم تشكيل حكومة في عشرة أيام فإنه سوف يستلم الأمر
قال اتفقنا على أن تأتي كل نقابة بممثل لها ( صورتها هي المهنيون الآن)
– والشيوعيون يحشدون نقاباتهم
– وبدأوا بابتلاع ممثلي الجنوب
قال(ظننا أن الجنوبيين سوف يضعون السلاح وأن حزب سانو يعود من المهجر)
(مثلما في فترة قرنق.. الشيوعيون يدعمون قرنق بكل شيء ضد الجيش)
قال الصادق
: منذ الأسبوع الأول بدأنا نشعر أن تخطيطاً يجري تحت أقدام الحكومة..
-وجبهة الهيئات (مثلما يفعل الشيوعيون الآن).. والجبهة هذه تعلن أن الوزراء الثمانية هم وزراؤها.. والشيوعيون يتصرفون وكأنهم حزب مسيطر يفاوض أحزاباً صغيرة.. مع أنهم حسب الاتفاق.. لا نصيب لهم أكثر من وزير واحد
( وهذا ما يحدث الآن والشيوعيون يرسلون غواصاتهم في كل حزب ليصبحوا هم الوزراء ولهذا الشيوعيون يرفضون أن يكونوا حزباً واحداً.. لأن حزباً واحداً يعني أن يكون لهم وزير واحد)
قال: وجدنا أن الشيوعي يضع مخططاً (مظاهرات وصراخ) ليقود الحكومة من الخارج
_(وهذا ما يحدث الآن بدقة)
– ولخلخلة المجتمع الإذاعة في التاسع من نوفمبر تعلن قيام انقلاب
قال الصادق.. وأسرعنا نبحث لنجد أنه لا شيء من ذلك على الإطلاق
(الأسلوب الشيوعي هو أن الناس يصدقون الإشاعة.. مهما كانت.. ثم لا أحد يلتفت إلى نفيها)
-وجدنا أن شيوعياً واحداً يعمل في الإذاعة هو من قام بهذا
– في اليوم التالي أطلقنا موكباً من أمدرمان حتى الوزراء نطلب إيقاف الفوضى
– قال: لنجد أن الشيوعيين عبر جبهة الهيئات يعملون لحكومات تدير الأحياء والقرى (مثلما يفعل الشيوعيون الآن بإطلاق ما يسمى لجان المقاومة)
– ولتأكيد سلطتهم المنفردة جبهة الهيئات تدعو لاحتفال بمرور شهر على الثورة..
– والجبهة تدعو أعضاءها فقط.. مما يعني أن الآخرين لم يصنعوا شيئاً
– دعونا الجبهة هذه نسألهم (لماذا ينفردون بالاحتفال) قالوا (ضيق الوقت!!)
– كنا قد اتفقنا على بقاء عبود حتى تشكيل الحكومة ..لأن وجوده.. (المحايد) يمنع الفوضى لكن الشيوعيين يرفضون
قال الصادق .. في الحادي عشر من نوفمبر أرسلت إلى عبود أطلب منه تقديم استقالته.. واستجاب فور قراءة الخطاب
-ومع سر الختم طلبنا مجلساً خماسياً.. وأن يعلن تنازل عبود وتكوين المجلس.. معاً..
– والمناورات الشيوعية (التي تطلب بقوة إبعاد عبود) لم توافق
– قال: الترابي بحكم أنه خبير دستوري قام بحسم هذا
قال: بعدها أطلقوا حملة التطهير.. وأقاموا لجاناً وخلايا.. وصحفاً لهذا
– قال: والتطهير يجعله الشيوعيون انتقاماً (مثلما يحدث الآن)
– وقاموا ينشرون الذعر (مثلما يحدث الآن)
قال المهدي.. وديسمبر يكشف سوء تقديرنا لما في نفوس الشيوعيين
-والأحداث أولها كان هو موكب الأحد (موكب الأحد هو الموكب الذي يعتدي فيه الجنوبيون على الناس.. ويذبحون عدداً مؤلماً)
( والاتهام هذا من الصادق المهدي يعني أن الشيوعيين كانوا هم الذين يحولون موكب الجنوبيين إلى كتيبة تهاجم بيوت وشوارع الناس في الخرطوم)
– قال ظننا أن جبهة الجنوب سوف تتصرف كتنظيم محايد
-وأن حزب سانو سوف يتفاهم .. لكن
( من يمنع الجنوب وسانو يومئذ هو من يمنع الحلو والتمرد الآن من التفاهم)
– قال.. والجنوب يتصرف كحكومة مستقلة وأن وزيريها مندوبان من دولة أخرى ( مثلما يفعل الجنوب بعرمان وقطاع الشمال.. فالجنوب الآن دولة مستقلة لكن مندوبيها يسعون لقيادة السودان الآن.. بحزب يسمى الحركة الشعبية قطاع الشمال)
– قال والشيوعي يروج لمفهوم أن جبهة الهيئات / التي يقودها الشيوعيون/ هي الوريث الوحيد للسلطة
( مثلما يحدث الآن)
– وحشد المظاهرات يحمل شعارات مثل
(الصادق يا كذاب
سودان بلا أحزاب)
قال: لو أضفنا لهذا قليلاً من التأمل لعرفنا لماذا يهرب الشيوعيون من الانتخابات
(مثلما يحدث الآن)
– قال الصادق: تسامحنا معهم يجعلنا
( مغفلاً نافعاً)
قال: ويذهبون إلى التسلل إلى الجيش والأمن
قال : ويتجهون إلى دعم خارجي
( الشيوعيون ما بين الدعم الخارجي في الأيام التي يحدث عنها الصادق.. وحتى الدعم العراقي الذي تسقط طائراته في البحر أيام انقلاب هاشم العطا.. وحتى اليوم.. والدعم إماراتي)
قال الصادق.. والأسلوب الشيوعي هو ضرب الخدمة (هذا ما يحدث الآن)
-والاعتماد على سند أجنبي..
– أو انقلاب
قال الصادق: انقلاب ودعم خارجي بأسلوب المجر.. يستلمون السلطة بانقلاب سريع ثم يستنجدون بألف جهة خارجية لدعمهم
– ثم أسلوبهم هو خلق ألف قضية لإبعاد الانتخابات
– وحين نعيد الضباط المفصولين للخدمة يطلق الشيوعيون إشاعة أنهم كلهم شيوعيون.. فصلوا لشيوعيتهم
(مثلما يحدث الآن)
قال الصادق: بعضهم رفض ذكر الإسلام في الميثاق
(وفي منطقة بشرق النيل مقدم الندوة القحتية هناك يقول للناس
– لا نبدأ الندوة باسم الـله لأننا نرفض أن نفعل شيئاً كان يفعله أهل الإنقاذ)
– أخيراً
: هذا هو الصادق المهدي.. حليف الشيوعيين
يكتب عن الشيوعيين
– والشيوعي الذي لا يبدل شيئاً.. أسلوبه هو هذا
– ولعلنا.. أو الصحيفة هذه.. تنشر رسالة الصادق المهدي التي كتبها في 28/1/1965 و أرسلها إلى عدد صغير جداً من المثقفين)
– ولعل الصادق وآخرين ما زالوا يحتفظون بالرسالة التي تحملها ثلاثون صفحة
إسحق فضل الله
الانتباهة