ثقافة شعبنا تعتبر الدولة وظلها الحكومة (اي كانت) جلد يسهل فيه جر الشوك ؛ لا يتحسب احد لما يقول او يعلن ؛ لذا إستسهل الناس قصص (النسخ واللصق) في موضوعات منهوبات البلد ؛ نفط وذهب و(كاش) ! والنتيجة الحتمية أن لا احد او مؤسسة دولية ستدفع سنت او تستثمر بجنيه في بلد جغرافية اهلها لصوصية ؛ حتى وإن كان ذلك لأغراض الشيطنة سابقا او فيما هو آت ؛ وكذا الحال بالنسبة لاسماء امراض ونسب إصابة ؛ للانسان او الحيوان ؛ الطبيعي والمنطقي والعرف المتبع ان الدول التي ترى السودان سوقا للموارد ستأخذ الامر بجدية وتمنع إستجلاب لحوم او ماشية . في رواندا التي يعتبرها الكل ماسة النهضة لاحظت درجة فقر لم ارى مثلها بالسودان ؛ الكهرباء توفر قسرا حتى في الفنادق وقد تطرد ان كنت تسرف في الإستخدام ؛ لكن هناك شراكة ترويج عند المجتمع لبلدهم فلا يعرض الرواندي إلا افضل ما لديهم ولا تعلو على السطح الا صورة رواندة الزاهية وليت من يذهب الى كيجالي منكم يهبط عن الاسفلت و(الداون تاون) ويوغل راجلا في الازقة ومهابط قاع المدينة ستكتشف ان بعض افقر اطراف الخرطوم نعمة ؛ دع رواندا إذهب في اثيوبيا الى خارج بحر دار قرب شلالات النيل الازرق ؛ ستكتشف ان المدينة الساحرة التي في وسطها يمكن ان تقضي شهر العسل بعض قراها تعاني واهلها ما تعاني لكن الاثيوبي يحرص قبل حكومته على ان ترى (دار البحر) كمكان ملهم ؛ هل يعرف الناس انك اليوم ان هبطت (الحمرة) او (قندر) ورغبت في الوصول الى أديس ابابا فعليك بالطيران او ركوب بساط الريح لان الطرق البرية مغلقة لمشاجرات اهلية ولكن انبش الاعلام الاثيوبي لن تجد سوى زاوية النهضة والنمو والتركيز الذهني لصورة حسنة ! هل عرفتم الفرق ؛ انهم لا يجرون الشوك على جسد وطنهم لانهم خصوم للبشير او لا يروقهم حمدوك او يعتقدون في زيد او عبيد . هل عرفتم الان لماذا سنخسر اموال صادر الماشية ولماذا قريبا ستغلق بعض الدول حدودها لان السودان …معتل.
محمد حامد جمعة