السدرة (شجرة النبق) وفوائدها

السدرة نبات شجري قديم يصل عمرها إلى 100 عام، وهي شجرة سريعة النمو، ذات أوراق كثيفة وظل وأرف، أشجارها دائمة الخضرة، شكلها بيضاوي أو مستدير وثمارها ذات لون برتقالي أو أحمر عند نضجها، وطولها يتراوح من اثنين سنتمتراً إلى اثنين ونصف، وهو بري صحراوي في أصله ويمكن زراعته بكل سهولة، لايحتاج إلى ري غزير لطبيعته الصحراوية، يعيش على ضفاف الأنهار والمناطق الجبلية وينتشر بصورة كبيرة في حوض البحر الأبيض المتوسط والموطن الأصلى للنبق هو مناطق جنوب أوروبا وجبال الهيمالايا وشمال الصين وشمال افريقيا والسودان ومصر والعراق والإمارات وأمريكا الجنوبية.

وموطنه شبه الجزيرة العربية وثمره يسمى (بالنبق).

وثمار النبق حلو في طعمه وعطره يُزرع في فصل الشتاء ويجمع في الصيف تنتشر زراعته في الحقول والحدائق وتؤكل ثمارها.

وثمارها وازهارها وأوراقها كثيراً ما تستخدم في تحضير المواد الطبية الشافية للعلل والامراض، وقد ساهمت كل هذه الأسباب في إحاطة شجرة السدرة بهالة المحبة على مرّ التاريخ .

للسدرة مكانة عظيمة لسكان جزيرة العرب لانها غنية بالمواد الغذائية ارتبطت بالقصص والروايات وهناك من يعتقد بأن من يقطع شجرة السدر يبشر نفسه بالموت لاعتقادهم بأن السدر مسكن للجنة.

وللسدرة مكانة عظيمة في ديننا الإسلامي الحنيف ، حيث ورد ذكرها في القرآن الكريم ، ويعتبرها الإسلام شجرة من أشجارة الجنة لقوله تعالى : ( وأصحاب اليمين ما اصحاب اليمين ، في سدر مخضود ، وطلح منضود) سورة الواقعة اية (26 -28).

ولها قيمة غذائية حيث تؤكل ثماره طازجة ومحتواها عالى بالكربوهيدرات ويعتبر الجلوكوز والسكروز السكر السائد بالسدر علاوة على كميات من الفركتوز والزايلوز و محتواها العالي من فيتامينات ( أ- ب – ج) وبعض العناصر المعدينة مثل الكالسيوم والبوتاسيم والفسفور والحديد بالضافة لهذا لها فوائد طبية وعلاجية .

وللنبق استخدامات طبية متعددة فتستخدم الأوراق في عمل لبخات للأمراض الجلدية ومنقوعه في علاج الأمراض الصدرية كالربو وغيره من امراض الصدر، ومغلي الأوراق قابض وطارد للديدان والأوراق تعمل في شكل لبخة لعلاج العيون حيث كان قمدماء المصريين يصنعون من ثماره خبزاً حلو المذاق ويدخلونه في تركيب العقاقير الطبية ويعالج الكبد، وثماره تستعمل ضد الحمى كمرطب ، ومعالج للحصبة وعرف اخيراً أن ثمار النبق تفيد في علاج تورم الثدي.

وفي الطب الشعبي يستخدم فحم خشب النبق مخلوطاً بالخل لعلاج لدغة الثعبان والعقرب .

اما خشب النبق فهو متين ثقيل الوزن ولذا فهو يستعمل في كثير من الأغراض الصناعية كعمل الأدوات الزراعية والأثاثات المنزلية والمباني.

وفوائد النبق الصحية تتمثل في جبر الكسور بدق أوارق السدر مع الملح ويوضع على الكسر، ولانتفاخ بطن الأطفال بوضع الورق على بطن الطفل يساعد في ازالة ورم البطن، وأوراق السدر والكمون تستحلب بماء مغلى ويشرب لعلاج الحموضة في المعدة ولعلاج الكحة، ويستعمل مغلى الثمار الطازجة في علاج الجروح والأمراض الجلدية، كما يستخدم الثمار في مرض الدوسنتاريا وتستخدم الاواق للتخلص من الديدان .

والثمرة ملينة للجلد والأغشية المخاطية وتفيد الرئة وتنقى الدم، ولحاء الساق يستعمل كغسول للفم لعلاج آلام الأسنان، وأكل ثمار السدر يفيد في تنظيف المعدة وتنقية الدم وإعادة الحيوية والنشاط إلى الجسم، ويعالج الضغط الشرياني المرتفع يشرب مغلى النبق مع الكركدية ويشرب دون سكر، وشراب أوراق السدر مع حليب الغنم والعسل ينقى الدم والكبد، وأكل نبقة في اليوم يحفظ رائحة الفم بسبب مادة الايمودين المطهرة، وأيضا منشط للذاكرة مهدىء للأعصاب، كما يستخدم مطحون ثمارها في صنع الخبز، وصنع العديد من أنواع الحلوى، وغسل الشعر بمغلي أوراق السدر يضفي عليه نعومة ولمعاناً مميزاً، كما أنه ينقي فروة الرأس من القشرة.

اما عسل السدر من أجود أنواع العسل وأغلاها ثمناً، وذلك لأنه يحتوي على قيمة غذائية كبيرة.
وشجرة السدر أو النبق، من الأشجار المباركة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم ومن المواضع التي ذكرت فيه شجرة السدر قوله تعالى: وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ. فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ. وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ. وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ

( سورة الواقعة، 27- 30)

اما مكانة السدرة في الطب النبويّ اوصى بها الرسول صل الله عليه وسلم من أجل التخلص من آثار العين والسحر والمس، كما يُوصي به عند غسيل الميت، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى سدرة المنتهى ليلة أُسري به

وقد أوصى به الرسول عليه الصلاة والسلام من أجل التخلص من آثار العين والمس والسحر، وكان يُوصي به عند غسيل الميت وذلك لما له أثر كبير في تطيب جسد الميت وتطهيره.

وله أقبالا كثيراً في الشراء لما يحتويه من مواد مفيدة للجسم.

تقرير : عواطف عزالدين جبرا

الخرطوم 12-10-1019م (سونا) –

Exit mobile version