وصلنا هذا التعقيب من وزارة الخارجية وعملاً بحق الرد نفرد له المساحة التالية:
السيد/ رئيس تحرير جريدة اليوم التالي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعقيباً على ما ورد في عمود (حديث المدينة) اليوم 17 فبراير 2014م، تحت عنوان: (قرار بإغلاق السفارات السودانية) لا نملك إلا أن نعبر عن الدهشة والاستغراب للأحكام الجزافية والإدانة الكاملة والمعممة والإساءات المباشرة التي وجهها الكاتب للبعثات الدبلوماسية السودانية والعاملين بها دون أي أسباب.
وليس أدل على افتقاد الكاتب لأدنى معلومات تعينه على تقييم أداء البعثات السودانية بالخارج من مكتبه بالخرطوم، ما كان من أمر تقديره الجزافي لعدد الدبلوماسيين بالبعثات بحوالي 600 شخص وأن متوسط عدد الدبلوماسيين بالسفارات هو عشرة أفراد. في حين أن عدد كل العاملين بالبعثات بمن فيهم السفراء والدبلوماسيون والإداريون والمحاسبون لا يتجاوز الـ 300 إلا قليلاً، ولعله لا يعلم أن عدة بعثات دبلوماسية ينطبق عليها وصف بعثة (الرجل الواحد) أي أن السفير أو رئيس البعثة يعمل لوحده، ومع ذلك تضطلع بمهام جليلة، وتنجح في جلب الكثير من المنافع للبلاد، ودرء الكثير من الأخطار عنها، مما هو محل تقدير القيادة السياسية والبرلمان وكل المتابعين للعمل الخارجي، وتم التعبير عن ذلك في غير ما مناسبة.
لسنا بحاجة لاستعراض إنجازات البعثات الدبلوماسية بالخارج أو قدرة الدبلوماسيين السودانيين على أن يكونوا سفراء ناجحين لبلادهم، لأننا إن أوردنا نموذجا أو نموذجين للأداء الناجح للدبلوماسيين السودانيين، كما تقتضي المساحة التي تتاح لمثل هذه الردود لظلمنا عشرات بل ومئات آخرين منهم. ولكن لو كان الكاتب متابعاً لنشاط السفارات السودانية لعلم أنه خلال الأشهر القليلة الماضية منح سفير السودان السابق في دولة أوروبية مهمة أعلى وسام تمنحه ملكة تلك الدولة، وهو شرف لم ينله سفير دولة عربية أو أفريقية منذ 30 عاماً، كما أن مناسبات التكريم لسفير آخر بدولة أوروبية كبرى استمرت أسابيع ولا تزال كتابات الإشادة به مستمرة في مواقع التواصل الاجتماعي السودانية، وهي في غالبها تتخذ مواقف ناقدة للحكومة السودانية. وثالث منح وساماً رفيعاً من دولة عربية شقيقة لم يسبق أن ناله سفير عربي إلى جانب منحه المواطنة الفخرية الدائمة.. وهذا غيض من فيض.
وتكفي الإشارة إلى شهادة وزير خارجية مصري سابق وشهير وأمين عام سابق للجامعة العربية بأن الدبلوماسية السودانية هي أنجح دبلوماسية عرفها، لأنها صمدت في وجه رياح عاتية وتآمر دولي عاتٍ لو تعرض له أي بلد آخر لانهار تماماً، وتجاوزت ذلك إلى بناء علاقات طبيعية وطيبة مع معظم دول العالم، وذلك بالطبع لأنها كانت تعبر عن صمود وقوة القيادة السياسية العليا، والشعب الذي التف حولها.
ولا شك أن الكاتب يدرك أن المجتمع السوداني بكافة قطاعاته يتيح بطبيعته فرصاً مثالية لعمل الدبلوماسيين الأجانب في السودان بمختلف خلفياتهم ودرجاتهم، لانفتاحه ولحفاوته واحترامه الكبير لضيوفه من الدبلوماسيين، وذلك مما سارت به الركبان وصدرت فيه الكتب، ومن نماذج ذلك أن سفير دولة أفريقية شقيقة كان يعبر عن أمنيته أن يكون مسؤولاً عن الترويج للسودان تحت شعار Land of Courtesy (بلاد الدماثة).
يرجى التكرم بنشر هذا التعقيب.
مع وافر الشكر والتقدير
أبوبكر الصديق محمد الأمين
ع/ وكيل وزارة الخارجية
تعقيب على التعقيب
أشكر وزارة الخارجية على الرد السريع.. لكن لفت نظري هذه العبارة (السفير السابق في دولة أوربية مهمة نال أرفع وسام من ملكة تلك الدولة).. أدهشني أن هذا السفير الذي نال وسام ملكة دولة أوربية مهمة.. ومع ذلك لم ينل شرف أن تذكر وزارة الخارجية اسمه في ردها..
على كل وزارة الخارجية تعلم جيداً مدى (الفشل !!) الدبلوماسي الذي نتجرع كأسه.. والحال لا يحتاج إلى بيان.. ولو لم تعترف الوزارة بالخلل فلا أمل في إصلاحه.
[/JUSTIFY]حديث المدينة – صحيفة اليوم التالي
[Email]hadeeth.almadina@gmail.com[/Email]