حسين خوجلي.. عزيزي حمدوك: الولاء للعدالة وليس لولاء البوشي!

تقدمت المواطنة البالغة الراشدة ولاء عصام مدثر البوشي ببلاغ في مواجهة المواطن البالغ الراشد عبد الحي يوسف وبالمناسبة إني أحتفظ باحترام مشهود لهذه الاسرة لوالدها الأكاديمي المتميز البروفيسور عصام البوشي ولجدها الوطني الفقية الوزير الشاعر مدثر البوشي. وكنت أرجو من كل قلبي ألا تقحم نفسها في هذه المعركة الخاسرة ولكن الجمهوريين بنزقهم القديم وكراهيتهم للعلماء والدعاة أرادوا أن يجعلوا من الصبية المغلوب على أمرها جان دارك جديدة وسيعتصمون بتوبة مخزية فعلوها حين تراجعوا في المحكمة وقدموا شيخهم لمشنقة النميري الذي والاه طويلاً وشمت زماناً من دماء الوطنيين. وأمام القضاء العادل في كل الحضارات والمدنيات تسقط الرتب والألقاب ويقف الجميع سواسية في صمت واحترام وهذه قواعد يعلمها حتى رعاة الشاة في أودية السودان، ولذلك كانت فجيعة الرأي العام السوداني كبيرة حين سمع بتصريح مجلس الوزراء بأنه يقف مع وزيرته ويوجه وزارة العدل باكمال الاجراءات ضد خصمها، وصرح بذلك وزير الاعلام الصحفي السابق والوزير الحالي والناطق الرسمي باسم المجلس. وهذا التصرف المعيب يؤكد أن هذا المجلس هو مجموعة من الناشطين السياسيين لا المسئولين الوطنيين وهذا أيضا يعني أان المواطنين السودانيين في ظل حكومة قحط ليسوا سواء. وقد كنا نظنهم يسقوننا من الماء المقدس فاذا هم يرصدوننا بأنفاس المسدس! إن الحد الأدنى للتعامل الرصين عزيزي حمدوك كان يجب أن يكون في السياق التالي ( إن الوزيرة ولاء قد اختارت طريق القضاء لمواجهة الدكتور عبد الحي يوسف وهذا مسلك متحضر لإنهاء الجدل والخصومات الفكرية، وكنا نؤمل أن يكون الاختلاف الفكري محله المنابر والمنتديات لا المحاكم والحراسات. وبما أن ذلك قد حدث فإن مجلس الوزراء يقف في مسافة واحدة من كل المواطنين السودانيين ولن نتخذ أي إجراء سيادي قولاً او فعلاً يؤثر على مجريات القضية او استقلالية القضاء) ولكن يبدو (أن هذه الحكومة ليست مؤهلة فنياً ولا أخلاقيا لإدارة المرحلة الانتقالية) والعبارة مأخوذة من مقولة للاستاذ محمود محمد طه في مواجهة محكمة الردة، وما أشبه الليلة بالبارحة.

حسين خوجلي

Exit mobile version