حذر طبيب بريطاني من أن الأحداث السياسية يمكن أن يكون لها تأثير خطير على الصحة العقلية، بعد إصابة رجل بسلسلة قصيرة من الذهان الحاد “انفصام الشخصية”، عقب استفتاء عام 2016 على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والمعروف باسم “استفتاء بريكست”.
ووثق الدكتور محمد ضياء الحق كاتشو، الأستاذ المساعد في معهد الصحة العقلية بجامعة نوتنجهام، هذه الحالة من خلال تقرير نشره عنها أول أكتوبر/تشرين الأول الجاري في المجلة الطبية البريطانية.
وأشار إلى أن الأشخاص الضعفاء نفسياً قد يكونون معرضين للخطر بشكل خاص في مثل هذه الظروف، ومنهم الرجل الذي تم إحضاره إلى المستشفى من قبل المسعفين في حالة ذهانية حادة، بعد 3 أسابيع من استفتاء يونيو/حزيران 2016 على مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي.
ووصف الرجل الذي تحفظ على اسمه قائلا: “كان مرتبكا ومتحمسا للغاية بأفكار وخطابات مضطربة.. كان يسمع أصواتا وهمية، ولديه حالة من جنون العظمة، جعلته يعتقد أن الناس يتجسسون عليه ويخططون لقتله، وأن المناقشات الإذاعية والتلفزيونية كانت تستهدفه”.
وساعدت زوجة الرجل الأطباء في معرفة المزيد من التفاصيل التي جعلتهم يربطون بين حدوث المرض واستفتاء بريكست، وأوضحت للأطباء أنه منذ نتيجة الاستفتاء لم يكن قادرا على استيعاب طبيعة الأحداث السياسية من حوله.
وقالت إنه أصبح يشعر بقلق متزايد إزاء الحوادث ذات الدوافع العنصرية، ووجد صعوبة في النوم.
ورغم تناوله عقاقير موصوفة للتخفيف من الهياج والأرق فقد استمرت صحته العقلية في التدهور، ما استدعى دخوله المستشفى بشكل عاجل، حيث تم إعطاؤه مهدئا (لورازيبام)، ووصف له دواء مضاد للذهان (أولانزابين) لمدة 3 أسابيع تقريبا، وتعافى بالكامل وخرج من المنزل بعد أسبوعين، ولم يكن لديه أي أعراض مرضية حتى تاريخ آخر فحص له في يونيو/حزيران 2019.
ويقول كاتشو: “لم يكن لهذا الرجل تاريخ من المرض العقلي في عائلته، ولكن في الفترة التي سبقت الاستفتاء تعرض لضغوط العمل والأسرة، وكلاهما أسهم في تدهور صحته العقلية”.
ويضيف: “هذه مجرد حالة واحدة تنطبق على ظروف معينة، ومع ذلك فإن نسب الإصابة قد تكون أكبر بسبب الأحداث السياسية لأنها مصدر لضغط نفسي كبير”.
وكانت استطلاعات للرأي في المملكة المتحدة بعد نتيجة الاستفتاء أظهرت أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أحد المصادر الرئيسية للقلق بين الشباب.
ويحذر كاتشو من أن الأشخاص المعرضين بالفعل للأمراض العقلية قد يكونون عرضة للخطر بشكل خاص.
ويقول: “في هذه الحالة كان الرجل يعاني من نوبة ذهنية قبل 13 عاما، وكانت مرتبطة بضغوط العمل، وكانت أقل حدة بكثير وتعافى في غضون بضعة أيام، لكن ما أصابه بعد بريكست كان قويا، لأنه بالفعل ضعيف من الناحية النفسية”.
بوابة العين الاخبارية