حين تم الإعلان عن إختيار الأستاذ فيصل محمد صالح وزيراً للإعلام في الحكومة الإنتقالية ، لم أطالع كلمة واحدة لخصم من خصوم قحت تتحفظ على اختيار هذا الهرم الصحفي المعروف أو تطعن في معايير إختياره .
لأن فيصل من نوع الشخصيات التي مهما اختلفت معه تجد نفسك مجبراً على احترام قدراته وإمكانياته المهنية فضلاً عن أخلاقه وكفاءته الإنسانية كشخصية متميزة متفق حولها من معظم العاملين في حقل الإعلام في الداخل أو الخارج .
ولكن من هي داليا الروبي هذه ، شخصياً لم نكن قد سمعنا باسمها من قبل برغم أن الإعلام هو فضاء مفتوح ومهنة تحت الضوء وكل الذين كان لهم حضور في المشهد الإعلامي السوداني سواء على صعيد الصحافة المحلية أو الإعلاميين المهاجرين في دول العالم بمختلف توجهاتهم يعرفهم الجميع من خلال نشاطهم ومنتوجهم الصحفي والإعلامي ومثلما نقرأ يومياً كتابات عثمان ميرغني وضياء بلال والبوني والطاهر ساتي وغيرهم من كتاب صحافة الخرطوم .. ظللنا نحرص كذلك على متابعة مقالات دكتور عبد الله علي ابراهيم وكمال الجزولي والطيب زين العابدين وحيدر علي ابراهيم والحاج وراق والمحبوب عبد السلام ونتابع تقارير لقمان أحمد في البي بي سي وصلاح شعيب وإطلالات الأسباط والإعيسر والعشرات من نجوم الإعلام السودانيين داخل وخارج السودان .. لم يكن من بينهم هذه السيدة التي كانت قد أثارت الجدل بطريقتها الغريبة في إدارة وتوزيع الفرص بين الصحفيين في المؤتمر الصحفي للسيد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ، وبينما مضت مواقع التواصل الإجتماعي لإثارة موضوع الروبي حينها تحت عنوان ( حسناء في مكتب رئيس الوزراء ) كانت دهشة كبيرة تجتاحنا نحن أبناء الإعلام بسبب طريقة داليا في إدارة المؤتمر بشباك حصد أضواء جانبية وصنع منصة موازية متجولة تشتت التركيز على المنصة الرئيسية هي طريقة غريبة فعلاً وكما يقولون ( ما أدونا ليها قبل كدا ) ..!
فقد كان واضحاً بالنسبة لي أن هذه السيدة على الأقل ( مستجدة ) في موقع يفترض ان يشغله خبير .. وأن اختيارها كان مثل اختيار ذلك الشاب الذي لو تذكرونه أيام الإعتصام كانت قد اختارته قحت لاعتلاء منصة القيادة وإلقاء بيان ( قحتاوي ) بالغ الأهمية والحساسية كانت تنتظره كل فضائيات الدنيا ووكالات العالم فخرج مضطرباً مرتجفاً ركيك القول عصفت به الأشواق فحدق بلا وجه ورقص بلا ساق .. ثم فعل باللغة العربية وقواعد مخاطبة الجماهير الأفاعيل .
داليا الروبي هذه التي تسببت في كارثة صالة المطار بمنع وإهانة وطرد الصحفيين أمام قاعة المطار لحضور المؤتمر الصحفي لرئيس الوزراء يجب أن تغادر غير مأسوف عليها .. ويصدر قرار إعفائها فوراً .
يجب أن تغادر هذه الموظفة التي تخاطب الصحفيين بعد إهانتهم بلغة ( الشمار ليكم شنو ) تغادر مجلس الوزراء فوراً بعد أن أثبتت أنها الشخص غير المناسب تماماً لشغل وظيفة مستشار رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ، الذي اضطر للملمة الموضوع وتقديم اعتذار محترم أكد فيه رفضه لما حدث ووعد بالتحقيق ..
وللذين يلقون باللوم فقط على رجال الأمن الذين اعتدوا على الصحفي أحمد يونس أو غيره نقول إن هؤلاء يستحقون العقاب نعم وبلاشك .. لكن يجب أن نضع في الإعتبار أن المسؤول الأول عن الكارثة هو من أصدر لهم التوجيهات بمنع الصحفيين من الدخول للقاعة هو من يتحمل مسؤولية قراره الغريب بحصر الدخول لقاعة مؤتمر حمدوك على عدد محدود من المؤسسات الإعلامية أو الإعلاميين ..
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين
جمال علي حسن