– كثرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الفتاوي في كل أمر صُغر أم كُبر.. وظهرت دعاوي تجريم بعض الممارسات ومن ثم تحريمها.. آخرها الحديث عن (عيد الحب) وكونه بدعة.. وكونه فسوق .. وكونه ممارسات دخيلة على مجتمعنا.. وكل هؤلاء وحتى أنا لا نعرف كيمياء عيد الحب وماهي طقوسه.. فلا أدري كيف يحاربونه (بقوة عين).. فالمرء عدو ماجهل.. حتى عيد الأم للبعض مآخذ عليه.. وقد تحدثت متداخلة في قناة فضائية فقالت: مافي حاجة إسمها حُب.. أنا أتزوجت وعايشة مبسوطة وسعيدة وماشفت زوجي إلا لمن خطبني بس ستة شهور واتزوجنا.. انكرت الحب.. وجيلنا لم ينكر الحب وكلنا أحببنا وذبنا وجداً، لكن واحداً منا لم يتزوج محبوبته.. الذين تزوجوا على قلتهم بمن يحبون انفصلوا سريعاً.. لكن هذا لاينفي وجود الحب وقيام عيد له.. المشكلة إن الناس قصروا الحب على الحب بين الرجل والمرأة، وقصروه على المراهقين والمراهقات.. فلو لم يقفوا (ألف أحمر) ضد عيد الحب لوسعوا مواعينه بحيث يشمل حُب الوطن حيث يتمثل ذلك في إصحاح بيئته ونظافته.. فنحيي حب الوطن في عيد الحب بممارسة وطنية يمكن أن يكون مثلاً بتشجير الحي بغرس شجرات الحب لتنمو وتجمل الحي.. يمكن أن يشمل عيد الحب حُب الكبار في السن فيتمخض عن زيارات لدورهم والإحتفال معهم بيوم يسعدونهم فيه.. يمكن أيضاً أن نسمي (الحب في الله) وفيه يسهر المحبون في المساجد يتلون القرآن..
– نحن في مجتمع مفتوح.. أصبح بلا أسرار ولامفر من وجود قنوات فضائية والمواقع الاليكترونية تبث الإباحي والفاسد
والمثبط للهمم.. والمعطل للطموح.. والمغني عن العالم.. بالفضاء الاليكتروني.. لذلك محاربة الظواهر الحديثة دون تمحيض يحتاج إلى مراجعة.. ثم ارتداء عمائم الوعظ وحمل عصا الترهيب لا يعالج الظاهرة يصارعها وربما صرعته..
– الآن أصبح العالم حجرة صغيرة في بيتك.. لاحظت إن فئة يسيرة من العلماء الذين يقيمون الندوات ويعملون بالوعظ والإرشاد تعلمت الحاسوب وبعضهم لهم حساب في الفيس بوك.. وله إيميل.. هؤلاء لاحظت إن غلظتهم قلت.. وخطابهم أصبح موجزاً ومقنعاً.. تغيرأسلوبهم.. وبعد حين ستكون خطبة الجمعة مصدراً للأخبار.. أما ترون الشيخ كمال رزق كل سبت في مانشيتات الصحف من خطبته بالأمس، وكلما أمعنوا في نشر رؤاه ومواقفه أمعن في خطاب تشتد لهجته فلا يستثني حكومة ولا شعباً والفتنة به تحتاج إلى وقفة..
– عموماً العصر يحتاج إلى خطاب جديد، وإعادة النظر إلى الآراء السالبة في التكنولوجيا لأنها قادمة قادمة، ولابد من الانصياع للتعامل معها بفكر أكثر انفتاحاً.. وبروح أقل تشدداً.. بصدر مفتوح وعقل مفتوح..
– لكن المواجهة التي تراها الآن.. لا تخدم غرضاً تصبح خبراً قديماً في نشرات الأخبار.. وينفض السامر عن جيل بأكمله.. وتحكم عليه الأجيال الجديدة بالتخلف وتتجاوزه بالضرورة.. مالم يهتم به العلماء.. إن تغيير الدين أصبح أكثر جرأة في الإفصاح عنه.. وفي المعركة الإعلامية ينتصر الأذكى لا الأقوى.. وتتفرجون!!
الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]