أعلنت مؤخرًا وزارة التموين والتجارة الداخلية طرح كميات كبيرة من اللحوم الطازجة السودانية، بمنافذ المجمعات الاستهلاكية بسعر 85 جنيهًا للكيلو، بجانب توفير اللحوم المجمدة البرازيلي بسعر 60 جنيهًا.
ورغم تيسير الأمور فيما يخص لحوم منافذ البيع، فإن البعض ربما يتخوف من فكرة انخفاض أسعار المنتج المستورد عن نظيره المحلي (يتجاوز حاجز الـ100 جنيه)، خاصةً إذا ربطوه بالجودة، وهو ما يكشف عنه اثنين من متخصصي المجال البيطري في مصر.
يقول الدكتور طارق الخولي، طبيب بيطري معتمد في جودة وسلامة الغذاء المصرية، إن الأمر يعود إلى السلالة المتواجدة في مصر، فسعرها مرتفع عما هي في الخارج، وهو ما يعود إلى غلاء سعر الأعلاف، بجانب التكاليف الباهظة للمزارع.
ويضيف «الخولي»، لـ«المصري لايت»، أن الوضع في السودان يختلف عما هو في مصر، فالسلالة متواجدة بكثرة وسعر الأعلاف رخيص، لكن في مصر اعتدنا على اللحم البلدي.
وينوه «الخولي» إلى أن الوضع في البرازيل مشابه للحال في السودان، فلا يوجد مجزر في مصر به المواصفات العالمية للمجازر: «ما لدينا هي أماكن للذبح فقط، أي يتم نحر الماشية وتوزيعها بعد وضع الختم، سواءً للحوم البلدي أو المستوردة».
بينما أعرب الدكتور مصطفى فايز، مدير المركز العلمي للأطباء البيطريين، عن عدم تأكده من فكرة إلغاء لجان التفتيش من عدمها: «على حد علمي هناك خبراء إلى الآن يسافرون للتفتيش على طريقة الذبح وهل ما كان إسلاميا أم بالطريقة البرازيلية، وهي الصعق، بجانب فحص البقر قبل ذبحه، ومدى مطابقته للمواصفات الموضوعة».
ويوضح «فايز»، لـ«المصري لايت»، أنه حال استيراد البقر حيًا تتواجد اللجنة في السفينة لمراقبتهم حتى وصولهم لمصر، ومن ثم متابعة علفهم في المزارع المصرية، وإن لم يقبع لمدة 3 أشهر لا يُختم كلحم مصري أو بلدي حال ذبحه.
وعن رخص أسعار اللحوم السودانية والبرازيلية، ينوه «فايز» إلى أنه من ناحية الجودة، حال مقارنتها بالبلدي، جميعهم متشابهين باحتوائهم على 20% بروتين ونسبة الدهون متقاربة من بعضهم البعض، لكن ما يميز الطعم هو موعد أكلها عقب ذبحها.
وتعود جودة اللحوم إلى المرعى الذي تربت فيه الأبقار قبل ذبحها حسب رواية «فايز»، موضحًا أن البرازيل بها أماكن رائعة لمراعيها، وفي السودان المراعي مفتوحة، لكن أبقارها ورغم ارتفاع الحرارة لحمتها حمراء وقوية، وقد لا يستلطف المستهلك طعمها: «الحقيقة البرازيلي أجمل».
وربما تكون اللحوم المستوردة مجمدة حسب إشارة «فايز»، قائلًا إنها قد تصل لمدة تخزين تمتد لعام كامل، رغم ذلك: «لا يتسبب التجميد في إفقاد اللحوم شئ من ناحية تركيبها الكيميائي، لكن يختلف الأمر حال تذوقها فقط، في النهاية يستفيد الشخص من اللحم المذبوح حديثًا 100%، أما المجمد نسبة الاستفادة منه 80% أو 70%».
«حكاية الأسعار دي شطارة سوق»، بهذه العبارة افتتح «فايز» حديثه عن اختلاف أسعار اللحوم المحلية عن المستوردة، فالأولى تكلفتها أعلى من حيث سعر العلف المرتفع أو استيراده، والحل هو زراعة الأرض والعلف للتغلب على هذا: «الصين ياكما دفعت من دم قلبها وباعت بأسعار رخيصة حتى احتكرت السوق الأمريكي».
ويردف «فايز» أن الرخص يعود إلى المراعي المفتوحة للعجول في السودان، فالمستورد يأخذ الكمية التي يريدها، والراعي لا يبذل أمواله في تعليف الماشية: «هو سايبهم يعيشوا»، ونفس الحال بالنسبة للبرازيل.
المصري لايت