قليل من الناس من يلاحظ انتشار القلادات والأسورة التى تحمل رمز البومة الماسونى المرتبط بالحركة النسوية العالمية الراديكالية وهو رمز يحمل وجه بومة معروفة بإسم البومة ليليث وهى فى الثقافة الرمزية الماسونية السيدة ليليث التى وردت فى الأسطورة والكتب اليهودية القديمة مثل التلمود والتى تحكى بأن الله خلق آدم من طين وخلق ليليث كذلك من طين وبشكل منفصل سواء بسواء ولم يخلقها بعد خلق آدم أومن ضلعه أو أى عضو آخر منه وبعد أن خلقها من الطين أصبحت زوجته الأولى في الجنة. كان آدم يأمرها بأن تطيعه وتلبي حاجياته وبخاصة الجنسية منها، لكن ليليث تمردت وقالت له “لا… نحن متساويان لذلك لن أطيعك” وهربت إلى الأرض وأصبحت عشيقة الشيطان فمسخت إلى بومة فهى لا تحيا الا فى الظلام ولا تسكن الا فى الخرائب وتتصيد أبناء آدم وحواء زوجة آدم الثانية لتقتلهم .ومن العجيب أنه رغم سذاجة الأسطورة اليهودية الا أنها وجدت استجابة لدى العقل الماسونى الذى يزعم أنه ارتقى أعلى سنام الحكمة وأن البومة هى رمز الحكمة لأنها رمز التمرد على العبودية والتبعية وأصبحت البومة هى رمز الأنثوية المتمردة على الأبوية ونظامها الاستعبادى المظلوم.
والحركة النسوية الراديكاليةالتى باتت تلهم فئام من الفتيات السودانيات اللائى يحسبن أن التمرد على القيم والأعراف الأهلية هى الثورة بذاتها و هى التمرد الحميد بعينه هى ذات الحركة التى يشار إليها برمزالبومة الذى تعده كثير من الثقافات والأساطير طائر الشؤم والنحس لا طائر الحكمة والتمرد . والثائرات اللواتى باتت أخبارهن تسود الصحائف ذلك لأنهن يتعمدن إحداث الصدمة للمجتمع التقليدى فكل تصرف ينظر إليه المجتمع بعين الريبة أو الاستنكار فهو عندهن التصرف الثورى المجيد . والحركة النسوية الراديكالية التى هى جناح من الحركة الماسونية ترى أن الهدم للقديم وتسويته بالأرض هو أول واجبات البناء الماسونى ثم أن تلكم الحركة النسوية تحولت إلى حالة تمرد تام على الرجولة . وبخاصة الرجل الأب.فالأب لدى هؤلاء النسوة هو المسيطر المتسلط و النظام الأبوى الذى يمثل هيمنةالرجل على المرأة،لابد أن يهدم . وانجع السبل لهدمه هى أن تستغنى المرأة عن الرجل مادياوجنسيا . وفيلسوفة هذا الاتجاه هى الكاتبة الأمريكية كايت مليت وقد شرحت فلسفتها فى كتابها السياسة الجنسية عام 1969، الذي يسلط الضوء علي الدور الذي يلعبه الجنس في تبعية المرأة وإنزالها إلي درجة كونها مجرد أداة للمتعة فحسب. ويتحدث ااتباع هذا التيار عن الجنس بوصفه مصدرًا لاضطهاد المرأة اضافة للنظام الاقتصادي الذى يجىء فى المرتبة الثانية، فالسبب الاقوى لتبعية المرأة هو مؤسسة الأبوية التى يمكن ويجب هدمها بإلإكتفاء الجنسى الذاتى للمرأة وبذلك تنتصر المرأة المعاصرة كما انتصرت ليليث البومة على آدم من قبل.
أمين حسن عمر