ما حدث في نيويورك يكشف عن حقيقتين لا ترغب قحت في إدراكهما !!
لقد استفاقت قحت من وهم كبير بصدمة مزلزلة لإعراض أسياد البيت الأبيض عن مقابلة رئيس وزرائهم لقد كانوا يصورون للرأي العام الداخلي أن عريس الدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة سيكون حمدوكهم وأن تواجد بعضهم في أمريكا سنين عددا يتآمر على السودان ويدعو لحصاره مكنته من بناء علاقات ظنها متينة مع مؤسسات إتخاذ القرار في أمريكا وما علموا أنهم كانوا مناديل ورق بيد سادة البيت الأبيض فعجزت تلك العلاقات المتوهمة من ترتيب إجتماع بين رئيس وزرائهم ووزير الخارجية الامريكي دعك من الرئيس الامريكي ترمب الذي يحتفل بالمعارضة الفنزويلية فيلقي خطابا مشتركا مع ممثلها في واشنطون بينما يتمنع وزير خارجيته عن مقابلة رئيس وزراء ثورة كما أرادوا تصويره !
إن بيع الوهم الذي اتهم به وزير مالية قحت إبراهيم البدوي القيادي في قحت محمد عصمت هو صفة ملازمة لقحت فقد ظل ذبابهم الإلكتروني يصور الأمر كأن السودان أصبح عضوا في الامم المتحدة هذا العام وأن خطاب حمدوك هو أول خطاب لمسؤول سوداني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وما علم صبية قحت أن السودان منذ 1956 في كل عام يلقي خطابا في الامم المتحدة لقد جاء خطاب حمدوك متواضعا جدا ومنغلقا جدا على السودان فقط بينما كانت خطابات السودان السابقة تتناول قضايا إقليمية ودولية وموقف السودان منهابما ينم عن ريادة لقد كانت عبارات الخطاب مكرورة وفيها تزلف شديد للداخل ومخاطبته اكثر من مخاطبة الخارج ثم إنه من المعروف إن منصة الأمم المتحدة هي المنصة التي تتكلم فيها كل أمة بلسانها فإلقاؤه الكلمة بلغة فيها استعراض لمهاراته اللغوية يخاطب بها شباب الفيس أكثر من مخاطبته للبعد الوطني معبرا عن عقلية ناشط لا رجل دولة !!
حمدوك مخطوف ومحبط لا سيما من عدم الإحتفاء الأمريكي به إذ عجز حتى عن مقابلة وزير الخارجية الأمريكي ولذلك اكتفى بمخاطبة الشباب السوداني والمرأة السودانية عبر منصة الأمم المتحدة وهي منصة لمخاطبة العالم والشعوب الأخرى لا شعبك لقد كان الخطاب متواضعا جدا لا يتناسب وهذه الثورة العظيمة في دعوة النظام العالمي الجائر لترك إزدواجية المعايير وأن يكون صادقا في دعم حرية الشعوب وخياراتها وترك دعمه للمستبدين حتى كادت منصة الأمم المتحدة أن تكون ناديا للطغاة !!
*حقيقتان لا ترغب قحت في إدراكهما* :
*الأولى : أن الغربيين وعلى رأسهم أمريكا يدركون أن حكومة حمدوك بدأت متعثرة دستوريا وسياسيا وأنها تدار بعقلية ناشطين لا ساسة وانها تلقى معارضة كبيرة وواسعة* ! .
*الثانية : أن الغربيين يدركون أن الإسلاميين في السودان رقم لا يمكن تجاوزه لتحقيق أمن السودان بل والمنطقة* !
فمتى يدرك عقلاء قحت _ إن بقي فيهم عقلاء _ هاتين الحقيقتين ؟!
*د.محمد علي الجزولي*
*رئيس حزب دولة القانون والتنمية*