عندما یستبین شباب الانتفاضة عورة (قحت) ینفض عنھم الحالمون والمغيبون؛ فوالله إنھم وإن حرصوا لن یملأوا (میدان الخلیفة)

مهارب القوم لا مصارعھم برقیة إلى شباب الانتفاضة الصابرين المحدّقين في شموس المستقبل

تحیة الحق والحقیقة

ھذه مجرد معلومة للذكرى تربط ما بین الماضي القریب والحاضر الماثل. إن (قحت) القدیمة كان یقود القومیین العرب والناصریین فیھا بابكر عوض الله، وكان یقود الشیوعیین وقبائل الیسار عبدالخالق محجوب، وكان یقود الاشتراكیین العرب
(البعثیین) بدر الدین مدثر، وكان یقود الجمھوریین محمود محمد طه، وكان یقود یسار الاتحادیین محي الدین صابر وما أشبه الليلة بالبارحة.
ورغم تجارب تلك القيادات والكاریزما والمناصرة من وراء الحدود إلا أنھم بمفارقتھم للمنظومة القیمیة لشعبھم ولتاريخه العظيم قادوا أنفسھم وقیاداتھم المدنیة والعسكریة إلى المشانق (والدِروة) البغیضة وقادوا خصومھم إلى أقبیة السجون والمعتقلات والمحاكمات الظالمة مثلما قادوا شعبھم إلى مفازات المجھول.
وھا ھي (قحت) في ثوبها المرقع الجدید بذات الضلال القدیم، والواقع الظلامي، والفرق الوحید ما بین الأوائل والذراري (ناس قریعتي راحت) أنھم لا
یملكون الرؤیة ولا الكاریزما ولا مناصرة الداخل والخارج إنھم لا محالة سیقودون شعبنا إلى أودیة النسیان والنكوص والارتداد.
فشددوا علیھم بالوعي والاختبار والمواجھة بالقضایا الحقیقیة، فإنني أرى (مهارب) القوم قریباً حیث لا مصلحة لأحد لمصارعھم.
وعندما یستبین شباب الانتفاضة عورة (قحت) الجدیدة وعُوائھم في اللیلة الشاتیة -والزاد قلیل- ینفض عنھم الحالمون والمغيبون؛ فوالله العظیم وكتابه الكریم إنھم وإن حرصوا لن یملأوا (میدان الخلیفة).
وإن كانت ھنالك وصیة أخیرة لحمدوك وحميدتي وقادة السيادي العابر والحكومة المؤقتة فاعلموا أن السعودیة كریمة ولكنھا بالابتلاءات سوف تقبضُ الید وتوصد المصارف (والشح تُحدِثه الضرورة بالكریم المجزل). أما الامارات فإن أطواقھا تُقصِّر أشواقھا، وقطر تُحبنا بعین بصيرة وأیدٍ قصيرة والمتغطي بثوب أمریكا عریان.
فإن أردتم الخلاص فاكتسحوا أودیة الریف بالشباب، وأزیحوا أضرار التصحر وأوضار الدمس والحسكنیت، واجعلوا غالب قوتكم من الدخن والفیتریت، فھذا زمان المھدي الحاضر لا المنتظر للصلاح والقدوة والكفاح والزھد الذي یفلق بصوفيته الشعرة.
وأخیراً جداً دعونا نجرب إماتة مجتمع الكراھیة في نفوسنا وإحیاء مجتمع المحبة، وإن كانت قليلة فقد صدق العارف حین قال:

فإن قلیلُ الحبّ بالعقلِ صالحٌ
وإن كثیرُ الحبّ بالجھلِ فاسدٌ

بقلم
حسين خوجلي

Exit mobile version