من باب الدهاء فإن عودة (رنجو) الدبلوماسية السودانية لحديقته كفيل بتقليم أظافر ومخالب

الإختبار بل الإبتلاء الأسوأ للثورة السودانية
نحن الآن أمام تحد لاقبل لنا به ويتمحور حول أن يكون الوطن أو لايكون ، فالبروفيسور ابراهيم غندور وعندما كان وزيرا للخارجية كان قد أبلى بلاء حسنا ، إذ تكللت جهوده برفع العقوبات الأميركية وجميعنا يذكر بالإحترام والوقار تلك الصورة الفوتغرافية وهو يجهش بالبكاء حبا في الوطن وعشقا لترابه يوم صدور قرار رفع العقوبات .

وجميعنا لن ينسى شجاعته ورباط جأشه يوم صدح بالحقيقة في وجه المخلوع واعلنها داوية بان وزارته افلست ولم يعد بمقدورها دفع مخصصات السفراء وأعباء السفارات المالية ، لم تكن وقتها الخارجية وحدها هي التي افلست الوطن كله كان كذلك وما قاله الرجل كان إرهاصا ونذير شؤم للنظام.

بعدها أمسى مغضوبا عليه ، ثم ركلوه بعيدا بقسوة وتشفي ، لم ينبس ببنت شفه ، تولى إلى الظل وهو يسمع ويرى ، وحتى إذا ما جاءت الطامة الكبرى وافرزت سقوط الطاغية والطغاة غدى الرجل محسوبا على الذين ركلوه قبلا ، هكذا صنفوه ، وفقا لتصانيف أقدار الثورة ، تلك كانت لعمري وبالمنطق قسمة ضيزى .

الأنكى بعدئذ هو انه قد غدى رئيسا لحزب (المخلوع) الذي (خلعه) بغير وجه حق من كرسي الخارجية وهو الأجدر ، فكان ان أعاد الية الصفعة كما ينبغي ، يوم اعلنها بأن حزبه الجديد رغما عن انه يحمل ذات الإسم إلا أنه لن يدافع عن المفسدين .

في هذه النقطة قلب لنا البف ظهر المجن ، فاحتار الثوار في تصنيف هذه الحالة ، هل يحسب على العهد البائد والذي خرج منه مظلوما ومدحورا ومبكيا عليه من جموع الشعب ، أم نعتبره ثائرا فحلا ككل الثوار سيما وانه وعندما تبين له بان الطاغية عدو للوطن تبرأ منه .

وإذا كان البف وحزبه الجديد القديم أعلن وقوفه وتاييده للدكتور حمدوك قائدا للمرحلة الإنتقالية يكون بذلك قد سحب البساط من تحت أقدام المعادين للسامية الكيزانية .

واذا كانت الكفاءة والمقدرة والفصاحة والبلاغة والكاريزما الشخصية هي المؤهلات الأساس لتولي حقيبة الخارجية وهي الحقيبة الأخطر على الإطلاق في هذا المنعطف الخطير من عمر الثورة ومن عمر الوطن ، فإن البوف هو الأجدر لقيادة الدبلوماسية السودانية في هذا الوقت بالذات ، سيما وأن المنصب لا يزال شاغرا رغما عن إنه ليس كذلك واللبيب بالاشارة يفهم .

ثم نسأل هل المؤتمر الوطني تحت زعامة البف هو نفسه المؤتمر الوطني تحت زعامة المخلوع أو تحت زعامة هارون ؟..

بالقطع (لا) تلك حقيقة مثلى ، فالحزب تحت زعامته اقرب للثورة والثوار وللسودان الجديد من الحزب البائد تحت زعامة المخلوع .

إذن وبما أن الوطن يحتاجه الآن ، وما من شك أن حمدوك يعلم وقد يتفق معي فيما ذهبت إليه ، سيما وأنه افصح منها لسانا ودهاء ، ثم أليس لسان هارون عليه السلام قد منحة قلادة النبوة قبلا ، اذن فهذا الشئ تحتاجة الثورة لتجندل اصحاب (الحلاقيم) الكبيرة فيما خلف البحار ..

المعادلة الدامية هل يقبل ساسة السودان الجدد ايلولة أهم وزارة على الإطلاق في حكومتهم الثورية ، لرجل كفء لا محالة وجريمته الوحيدة الآن هو انه غدى رئيسا للحزب الذي ثار الشعب عليه .

الويل كل الويل لنا إن نحن آثرنا الإنتماء الحزبي على مصلحة الوطن العليا ، ثم ومن باب الدهاء السياسي فإن عودة (رنجو) الدبلوماسية السودانية لحديقته كفيل بتقليم أظافر ومخالب نعلمها جميعا ، وهذا يصب في صالح إستقرار الوطن وهو عامل أساس في تحقيق الرفاة المنشود لهذا الشعب عاثر الحظ مع ساسته وقادته ..

ضرغام أبوزيد
صحفي وكاتب ~ الخرطوم
dirgham@yahoo.com

Exit mobile version