فرض الهلال السوداني سطوته واستعاد هيبته وحضوره القوي على الواجهة الأفريقية بفرضه نتيجة التعادل بدون أهداف على مضيفه إنيمبا النيجيري على ملعبه في أبا أمس الأول، وبذلك يصبح قريباً من العودة لمربع المجموعات بدوري أبطال أفريقيا، التي غاب عنها الموسم الماضي، بعد سقوطه من الدور الأول، علي يد الإفريقي التونسي.
وخرج الكبير السوداني بالنتيجة التي يريدها، بفضل الجهاز الفني، وقائده صلاح محمد آدم، ومساعده هيثم مصطفى، الذي نجح في أول مهمة قارية بعد تولي زمام الأمور الفنية بصورة مباشرة، بعد ترحيل التونسي نبيل الكوكي.
وُفق الثنائي في اختيار التشكيل المناسب، والطريقة المناسبة، بما يتوافق مع ظروف المباراة وطرفها المنافس، والهدف منها، ومن ثم إجراء التبديلات المناسبة، في الوقت المناسب.
نجح الجنرال في تهيئة اللاعبين جيداً للمباراة الصعبة، من الناحية النفسية والذهنية عبر محاضرات تميّز في تقديمها بصورة رسخت في الأذهان، وأظهرت الفرسان في أفضل حالة تركيز على أرضية الميدان.
لقد أعطى الجنرال الفريق المنافس حقه من الاحترام، ووضعه في حجمه الفني والبدني (كفيل للشعب) وأكد في حديثه لرجاله أن المعركة ستكون على أشدها، وعليكم الاستعداد للقتال وقبول كل تفاصيل النزال الطبيعية وغير الطبيعية.
استثار المدرب حماسة أبنائه، وبث فيهم روح التنافس، وثقة المواجهة، والقدرة على كسب الرهان، مستشهداً بالتأريخ المشرف والماضي التليد للعملاق الأزرق، وصولاته وجولاته في القارة السمراء.
ونجح الثنائي (الجنرال والبرنس) في إدارة المباراة والتعاطي مع أحداثها وفقاً للمعاير الفنية، برؤية ثاقبة وقراءة صائبة، أغلقت كل الطرق على الفريق النيجيري، الذي رمى بكل ثقله من أجل الوصول للهدف.
قتالية اللاعبين وعزيمتهم، وتحليهم بأقصى درجات الصبر وبذل الجهد، لعبت دوراً أساسياً في الخروج بهذه النتيجة الجيدة، وكان التركيز الذهني أبرز ما بدا عليه الفريق من البداية وحتى النهاية، وهذا ما افتقده الموسم الماضي، الذي استقبل فيه أهدافاً سريعة في البدايات والنهايات، برغم أسبقيته في التسجيل.
الانسجام والتناغم (الهارموني) أكثر ما ميّز الهلال، حيث ظهر الفريق كمجموعة تجيد الأدوار الجماعية في التمرير والاستلام وتقارب المسافات والتغطية المتبادلة وسد الفراغات، ونجح خماسي الوسط (نصر الدين الشغيل، أبو عاقلة عبد الله، محمد دراج، محمد مختار بشة، ونزار حامد قبل طرده) في ربط الخطوط وتشكيل ساتر دفاعي وجدار عازل، خفف الضغط على الدفاع، الذي تميز بدوره برغم توليف قلبي الدفاع (عبد اللطيف بوي، وسموأل ميرغني) وكسب الثنائي الأخير الرهان، وقدم أفضل مستوىً، فيما ظهر فارس عبد الله وأطهر الطاهر، بصورة جيدة في القيام بالواجبات الدفاعية والهجومية، مع إيقاف زحف إنيمبا وإبطال مفعوله على الجناحين.
شكّل الحارس الأوغندي، جمال سالم، مصدر قوة كبيرة في الكتيبة الزرقاء، وكان مصدر ثقة لزملائه، بأدائه المتميز، وثباته في التعامل مع أجواء المباراة، وسخّر خبرته وعقليته الاحترافية في توقيف اللعب وتهدئة الأمور، وتحفيز لاعبيه لتقديم الأفضل، وواصل تميزه في دعم الهجوم بالكرات المرتدة، وكاد وليد الشعلة يفتتح التسجيل، من إحدى إرساليات رجل المباراة.
ربما كان لطرد نزار حامد بواسطة الحكم الكونغولي بعد مرور ربع ساعة، دوراً في تحفيز لاعبي الهلال، للانتصار لحق زميلهم المظلوم، ببذل جهد مضاعف لتعويض النقص العددي، والانتصار على مخطط الحكم، وإدارة إنيمبا التي حجبت الصورة عن قناة الهلال، لتمرير نياتها السيئة بعيداً عن العيون التي رأت هلالها بنبض القلب منتصراً ومظفراً.
وضع الهلال قدماً في مربع المجموعات بدوري الأبطال، وعليه أن يضع الثانية متأهلاً من جوهرته الزرقاء بالانتصار في الجولة الفاصلة 29 سبتمبر الحالي، بحضور كثيف وتشجيع كبير من أنصاره.
آخر لحظة