قلت/ في مقال الاحد / ان الانجليز صنعوا السودان جيداً.. وان السودانيين. دمروه جيداً..؟؟
التوقيع ..( الطاهر).
استاذ الطاهر..
في زحام الاحداث.. امس الاول دفاع البشير في مرافعة ختامية قصيرة جداً يبين للمحكمة ان
الاموال في بيت الرئيس شأنها من اختصاص الدستورية فقط، وان صلة الاموال هذه بالتعامل مع دول خارجية يقول هذا.
وكان ممكنا ان نكتب عن هذا..
وندوات التمرد في النيل الازرق تحاضر جمهورها امس الاول عن استقلال جمهورية النيل الازرق
وكان ممكنا ان نكتب عن هذا..
وحمدوك يحدث الشفيع في سر يقصد به ان يذاع عن استقالته..
وحمدوك يسرب الحديث حتي يفهم الشيوعي ان لاظافره وانيابه حدوداً.. (وصلة حمدوك بمنظمات عالمية) تجعله قادراً على الخروج من السودان
وكان يمكن ان نكتب عن هذا.
والشيوعي/ نحدث هنا قبل اسابيع / انه يستخدم (قحت) حتى تكون هي من يتلقى اللعنات.. وانه لهذا وحتى تبقى (قحت) تحت الكرباج يصنع المظاهرات.. نقول هذا والشيوعي يفعل..
ونحدث أن الشيوعي الذي يستخدم الآخرين سوف تستخدمه الحركات المسلحة.. والاسبوع الماضي في جوبا ما نقوله يقع..
وكان يمكن ان نحدث عن هذا ..
(ومثلها الشيوعي الآن) يقيم في المؤسسات كلها لجان ظل. شيئاً مثل لجان الكادر الشيوعي ايام الاتحاد السوفييتي .. والتي كانت هي كرباج الحزب.. واللجان هذه ان احسنت.. كان التصفيق للشيوعي.. وان فشلت.. كانت الصفعات لها هي..
وكان يمكن أن نكتب عن هذا..
ومصر والخليج تقيمان مشروع دولة الجبل الاصفر (والدولة هذه التي تدير مشروعها اوكرانيا.. تصمم بحيث ان السودان ان هو احتج عليها فقد حلايب.. وان هو سكت.. فقد ما هو اكثر..)
ولا نكتب عن هذا…
ومصر وزيارة شكري جزء من كتاب مصر .. منذ مائة عام.. عن ان السودان (حقها) وشكري .. جاء ليطمئن على هذا.
وكان يمكن ان نكتب عن هذا..
وعن… وعن.. وعن..
لكننا نتحول الى الكتابة عن (مصدر) الدمامل هذه. ومن أين تأتي..
وفي المصدر نجد ان الحقائق.. وليس / الدعاوى/ هي الحكم..
وافضلية الانجليز .. ما نربده منها هو قانون الوجود.. والذي هو (من يزرع يحصد).
وصرختك عن أن الشيوعيين سوف يقولون ويقولون.. وعن أننا نهتف للانجليز.. ما يخنقها هو جملة ستالين.. (الجملة عن ان الاحسان والحصاد اشياء لا صلة لها بالهواء)
ستالين قال:
لماذا بقرة الدولة تحلب خمسة ارطال.. بينما بقرة المزارع تنتج عشرين رطلاً.
واحسان الادارة عند الانجليز في السودان كان بقرة تنتج ما يجعل الجنيه السوداني اقوى عملة في الارض..
وصراع الأفندية على الحكم بعدهم ينتج ما يحول الجنيه هذا الى سبعين جنيهاً للدولار.
وصرخة الاتهام: عملتوها انتو
صرخة تعيدنا الى (الوتد) الذي يظل السودانيون يدورون فيه لسبعين سنة.. وكل سوداني يتفرغ باتهام الآخر بأنه هو من صنع الخراب..
(٢).
كل شيء عام ٤٦م وبعده ظل يتجه الى (سودان يصبح هو سويسرا إفريقيا).
والسودان المطلوب هذا.. كان شيئاً تقيمه أمريكا وليس بريطانيا (البريطانيون ما فعلوه هو انهم تنبأوا بأن الافندية السودانيين سوف يدمرون هذا).
امريكا تقيم السودان السويسري هذا أنموذجاً لإفريقيا.. حتى لا تتجه/ ايام الحرب الباردة الى الاتحاد السوفييتي.
وبالمناسبة..
السودان.. منذ مشروع أمريكا يومئذٍ من عام ١٩٤٦م .. وحتى مؤتمر الرياض العام الماضي.. الذي يدعى اليه خمسون رئيساً ويبعد منه البشير.. السودان يظل هو الجوكر الذي من دونه لا ينجح المشروع الامريكي..
والحكاية نقصها… لكننا الآن نبقى مع المشهد الأغرب.. بريطانيا وأمريكا تقيمان السودان.. والخريجون السودانيون يدمرون السودان.
بريطانيا تنقذ السودان من الخراب حتى ضد كرومر..
وقلنا أمس إن أربعة من اليهود الامريكيين تقدموا لشراء ارض الجزيرة.. (شراء يعني امتلاكاً للأبد)
والحاكم الانجليزي في مصر أرسل يبشر حكومة الانجليز في الخرطوم بالملايين التي جاءت
والانجليز..( بالدقة الادارية) رفضوا.
قالوا في رفضهم العبقري..
أخلاقيات الإدارة تجعلنا نرفض… و…..
قالوا ونحن ندير المجتمع أيضاً..
قالوا والأرض هنا هي ملك لكل سوداني… وعليها تحيا آلاف الأسر..
وإن نحن بعناها خلقنا أزمة هائلة.. فالمزارع يصبح (أجيراً) فقط .لا يأكل الا اذا وجد عملاً..
والمستثمر الذي سيكون أمريكياً.. ان هو لم يزرع عاماً واحداً.. مات الآلاف من الجوع.. بعد أن خرجت الأرض من ايديهم..
والانجليز قاتلوا وكتبوا مذكرة لمجلس العموم البريطاني عن هذا.. والعموم ارسلها للبرلمان..
والانجليز ابتكروا نظرية الشراكة التي تعمل حتى اليوم.
بالمناسبة..
اليهودي الاقتصادي.. منشي.. الذي كانت نظريته أصبعاً في الإطاحة بالبشير.. قال:
لا حل لكم إلا الاعتراف بإسرائيل..
منشي كان يقدم الاقتراح هذا للإنقاذ… والبشير يرفض.
والرفض يصنع إبعاد البشير من مؤتمر الرياض.. ويصنع أشياء كثيرة بعدها.
والمشروع ذاته هو ما يتمدد في السودان الآن
…
السيد الطاهر..
كل هذا ليس إلا مقدمة (نفرز) فيها الأشياء..
نفرز حتى بين الحماس الصادق الذي يقتل أهله.. وبين المعرفة التي هي ما يدير أي نجاح.
وأيام حرب عام ١٩٤٨م بين العرب وإسرائيل.. كانت هنالك حكاية الأسلحة الفاسدة.
الحكاية هي أن الغرب.. يبيع للعرب أسلحة فاسدة.. وقذيفة المدفع تنفجر في وجه الجندي العربي.
والقادة المخلصون يصرخون في الجندي.
ما فيش أسلحة فاسدة..
اضرب يا عسكري..
ويضرب .. ويموت..
حتى الإخلاص.. تستخدمه المخابرات لقتلنا.. لهذا يجب أن نفرز الحقائق ببرود..
فالأفندية الذين هدموا السودان بعد الإنجليز كثير منهم كانوا مخلصين. لكن.. لا هم يميزون طبائع الاشياء ولا الادارة ولا الدين. ولا الشيوعية. ولا العالم ما يجري فيه. ولا يعرفون حتى ان الاخلاص الجاهل يقتل بكثافة..
وما بين من ينتحرون.. في إخلاص في ليالي موسكو وبين من يعتنقون البوذية.. نحدث عن أيام الدمار.. الذي قتل السودان يومئذٍ.. ومازال يقتله حتى اليوم.
اسحق فضل الله
الانتباهة