من الدكتور/ عبد المحمود النور الي البروفيسور/ ابراهيم غندور – رئيس الحزب
وفقك الله وسدد خطاك أخي الكريم بروف غندور نحسبك ( الرجل المناسب في المكان المناسب)، وفي هذه المرحلة المفصلية والحساسة نرجو منكم الكثير لا سيما الاعتبار من دروس الماضي ، والتركيز على مراجعة التجربة بشكل (شامل كامل) دون مواربة او تقديس لشخص او مجاملة لأحد مهما كان كسبه ومكانته فكلنا خداما لقيم ومبادئ أصلها ثابت وفرعها في السماء، مبادئ آمنا بها وعملنا لها وهنا لا فضل ولا منة لأحد على مشروعنا الذي مهر بدماء الشهداء في سبيل إقامة دولة الدين الرشيدة.. ، لا مكان لأي منافق أو فاسد ولا ظالم ولا متكبر في حزبنا الذي نبع من صلب هذا الشعب المؤمن الطيب الكريم، ونهض لاجل رفعته وخدمته بلا من ولا أذى.. ، اضربوا بيد من حديد على كل من استغل موقعه في الحزب لتمكين نفسه وعشيرته والتكسب والاغتناء من المنصب والمال العام او غيره ، حاسبوا كل من كان سببا في تشويه سمعة الحزب وقيمه.. ، ونحمد لك – بروف غندور – هذه البداية الموفقة عبر ( السوشيال ميديا) لأنها إحدى اهم ادوات العصر التي اهملها معظم قيادات الحزب في المرحلة السابقة ، واعتمدوا على الاعلام الرسمي المتهالك والضعيف بكل سواءته ، وكانوا ينظرون إلى من يستخدمون السوشيال ميديا في مناهضة تجربتنا ويستخفون بهم ويصفونهم بشذاذ الآفاق ، ومناضلي الكيبورد وغيرها من الاوصاف غير الموفقة ، بأسلوب لا يخلوا من استعلاء وتكبر، الامر الذي افقدنا زمام المبادرة والريادة في هذا الميدان الفسيح.. ، وتناسى المعنيون في حزبنا ان هذه الادوات هي من شكل الواقع الذي نعيشه الان ، وهي من سيسيطر على إدارة الرأي العام مستقبلا وما لم نأخذ بها سنكون خارج اللعبة وعلى هامش الأحداث ..
نحتاج منكم وانتم تتسنمون هذا المنصب المهم ان تكونوا تلكم القيادة الرشيدة الملهمة التي تشرئب اليها نفوس الملايين من عضوية الخزب ومناصريه وكل من يتوسم فينا خيراً في ان لا نخيب ظنهم ، نحتاج للقيادة التي تلتقط المبادرات وتلهب الحماس وتغرس الدافعية والاقدام في نفوس عضوية الحزب التي أصابها الاحباط واليأس ؛ ليس من التغيير جرى ولكن من أخطاء التجربة التي تراكمت دون إصلاح وعلاج حتى صارت داء عضال اصاب كثير من أعضاء ومفاصل الحزب الحيوية فكاد جسده ان يموت لولا هذا التغيير ( الذي نحسبه خيراً وليس شرا) ؛ فهو جراحة مؤلمة وصدمة كهربائية قوية لكنها ستعود خيرا وعافية على الوطن والمواطن اولا وعلى المؤتمر الوطني ثانيا …
لقد تغافل الحزب والدولة في عهدنا عن محاربة الفساد حتى تمكن اهل المصالح الضيقة من مقاليد الامور على حساب اهل المبادئ وصارت لهم مراكز قوة تبطش بكل بارقة امل وصلاح وفقدنا البوصلة وضاعة هيبة الشخصية المؤمنة الملتزمة التي تؤثر على نفسها والتي عرفنا بها اهل السودان ، فانزوى بسبب كل ذلك الكثير من المخلصين والاكفاء ، فزهدوا عن التقدم في الصفوف وهم ينظرون إلى مشروعهم يتهاوى يوما بعد يوم، دون أن يجدوا من يسمع لهم او يستشيرهم ، ونحن من يفترض بهم جعل الشورى منهجا وسلوكا لا شعارا فحسب ..
لم تكن تجربة المؤتمر الوطني كلها سوآت بل كان فيها الكثير من الخير والعطاء والإنجاز لأهل السودان رغم التحديات الداخلية والخارجية ، لكن الأخطاء التي ارتكبها بعضنا كانت كافية لينسى لنا الكثير من الناس ذلك الخير ، فعملت آلة الاعلام المضاد في تبخيس تلك الانجازات وتقزيمها وابراز جوانب الفشل والقصور وبث الكراهية ، وبالمقابل تقاصر اعلام الحزب والدولة بل عجز تماما عن إبراز تلكم النجاحات وتسويقها لتكون رصيدا محفزا وطاقة دافعة للمزيد ..
ان الخروج من الحالة الراهنة يستوجب التفكير الإيجابي والابتكاري خارج الصندوق ، والبحث عن الفرص ، وتناسي المثبطات والمقعدات وروح الانهزامية، فما يزال الخير في عضوية الحزب المجاهدة والصابرة لتتجاوز كل تلك المطبات ..
ان أولى تلك الخطوات اللازمة للخروج من هذه الحالة هي ( تغيير اسم الحزب نفسه) واختيار اسم جديد يتناسب مع المرحلة ويستجيب للمتغيرات ويستنهض الهمم دون تجاوز رصيدنا الشعبوي وكسبنا التاريخي الكبير ، ثانيا يحب ان يتم اعادة بناء الحزب من القواعد علي اصول ومرتكزات تحمل في باطنها عوامل التجديد وعدم التكلس والموت البطيء ، وتقديم اكفأ واصلب العناصر للمواقع المناسبة ، والبعد عن كافة نقاط الضعف السابقة …
نعلم ان السودان يستحق الأفضل ولذلك لن نتأخر في خدمته ، فما زال في جعبة عضوية المؤتمر الوطني ما يقدمونه لهذا الشعب العظيم..
يجب أن نعيد بناء خياراتنا وتحالفاتنا الاستراتيجية على أسس جديدة ، شعارنا هو التصالح مع الذات ومع كل من يريد أن يقدم الخير للسودان وأهله..
ونواصل لاحقاً ان كان في العمر بقية..
نسأل الله لكم التوفيق والسداد وأن يحفظ الله السودان وأهله وان يقدر له الخير