عمر الدقير: لا يجوز قمع المواكب ومواجهتها بالهراوات وقنابل الغاز ما دامت ملتزمة بالسلمية

جدلية تمثيل أية حكومة للإرادة العامة – عبر التفويض الإنتخابي أو الشرعية الثورية – لا تنتهي بالجلوس على كراسي السلطة، وإنما يجب على الحكومة أن تستكمل هذا التمثيل بالإحترام والإعتبار المُستمرَيْن للرأي العام المُعَبّر عنه في الإعلام والمواكب والوقفات وغيرها من منابر التعبير.

صحيح أن السلطة الإنتقالية في السودان لا تزال في بداية عهدها وأن تَرِكة الأزمات التي ورثتها من النظام المباد لا يمكن معالجتها في يومٍ وليلة وإنما تحتاج لوقتٍ وجهدٍ يشارك فيه جميع بنات وأبناء الوطن في كل المستويات .. ولكن في المقابل لا ينبغي للمسؤولين في السلطة الإنتقالية أن يتبرّموا ويضيقوا ذرعاً بالمواكب الجماهيرية المليونية التي تهدر في الشوارع، مناديةً بتحقيق مطلبٍ ما، خصوصاً إذا لم يكن هناك ما يبرر الإبطاء في تحقيق ذلك المطلب.

المواكب الجماهيرية السلمية هي التي أسقطت النظام السابق وجعلت تشكيل السلطة الإنتقالية ممكناً .. وهي سلاح الجماهير لحراسة ثورتها والدفع باتجاه تحقيق أهدافها.

من المنطقي أن تحتفي السلطة الإنتقالية بمواكب الجماهير التي حملتها إلى كراسي السلطة وتتفاعل معها، فهي دعمٌ لها وليست حرباً عليها .. ولا يجوز قمع هذه المواكب ومواجهتها بالهراوات وقنابل الغاز ما دامت ملتزمة بالسلمية واحترام القانون.

عمر الدقير

Exit mobile version