لماذا جوبا ليس المكان الأفضل للتفاوض بين السيادي والحركات المسلحة؟

جوبا ليس المكان الأفضل للتفاوض بين السيادي والحركات المسلحة:-
١-معظم اتفاقيات السلام في العالم تحتاج لرعاية خاصة وداعم رئيسي من منظمات إقليمية فمثلا الاتحاد الأفريقي في قارة أفريقيا وجامعة الدول العربية ودولية مثل الأمم المتحدة وأيضاً دول لها ثمثيل جيد في المحافل الدولية وتعتبر كلها الضامن للاتفاق واي خرق من طرف في الاتفاق يتم ارغامه ومحاسبته وتحمليه المسؤلية في حالة نكص الميثاق او عدم الايفاء بشروطه ما تم التوافق والتوقيع عليه وايضا تحتاج لدعم ماي كبير حتي يتم تنفيذ ما ورد فيها من قضايا التنمية والبنية التحتية وتعويض المتضررين لان معظم مناطق النزاع تفتقر لادني مقومات الحياة من خدمات وتعليم وصحة بسبب تعنت الحركة المسلحة التي تسيطر علي المنطقة وخوف الحكومة من تقديم الخدمات والتنمية لعدم توفير الأمن والأمان لأنها في أغلب الأحيان تتعرض للنهب او قتل القائمين علي أمرها او أسرهم كرهائن وابتزاز السلطات مقابل تعويض مادي.
٢-خطوة توقيع وثيقة حسن النوايا بين حكومة الفترة الانتقالية(المجلس السيادي) وحركات الكفاح المسلح (الجبهة الثورية) نستبشر بها خير لكي نطوي صفحة حرب أطراف واقاليم ظلت تنهك السودان منذ الاستقلال ووقفت عقبة وعسرة أمام تقدمه من النواحي الاقتصادية والتنموية واستقراره السياسي الذي كلفه الكثير والمواطن البسيط هو الذي يدفع فاتورة الحرب والصراع اللعين وما يحمد للاطراف الموقعة علي الوثيقة الدستورية انهم تطرقوا لهذا الملف الحساس وخصصت الست أشهر الأولى فيه لعملية السلام الشامل في مناطق النزاع والحروب.
٣-تعتبر جوبا معقل الحركات المسلحة ومكان تجمعها لأنها كانت تجد السند والدعم المباشر من رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير وهو مدان لها لأنها قاتلت بجانبه ضد حكومة الخرطوم قبل الانفصال وقاتلت معه ضد رياك مشار والآن يحركها كيفما يشاء ولكن ان تكون جوبا هي الراعي للمفاوضات والضامن فالأمر يصعب عليها ليست انتقاص في حقها ولكن لأسباب منطقية تجعلها غير قادرة علي ذلك اهما:-
اولا :دولة جنوب السودان تعاني هي الاخري من اضطرابات سياسية وعدم استقرار أمني ولا يمكن أن تنجح فيها مثل هذه الاتفاقيات فاقد الشئ لا يعطيه.
ثانيا:الحركات المسلحة لديها ارتباط مباشر ووثيق مع سلفاكير وربما ينحاز لها ويضغط علي فريق التفاوض الذي يمثل حكومة السودان يتم توقيع إتفاق يخدم جوبا مع العلم هناك ملفات شائكة في اتفاقية نيفاشا لم تحسم بعد وهذا غير مستبعد في ظل الوضع الهش وعدم معرفة بواطن الحركات المسلحة وما تحمله من مشاريع.
ثالثا”:في المحيط الإقليمي والدولي دولة جنوب السودان ليس لها مكانة قوية وثقل وتمثيل حتي تدعم مثل الاتفاقية وتسوق لها لكي يتم دعمها والوقوف معها عالمياً.
خامسا” :تعاني دولة جنوب السودان هي الأخري من ضائقة اقتصادية طاحنة مثل السودان وهذه الاتفاقيات تحتاج لدعم مالي كبير لحل قضايا التنمية والأعمار وخصوصاً مناطق دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان بها نزوح وتحتاج لاعمار وبنية تحتية لاعادة النازحين الي قراهم في أسرع وقت ممكن (صندوق تنمية الشرق الداعم الكويت اتفاقية الدوحة (دارفور) الداعم دولة قطر).
٤-وبناءا” علي ما ورد اقول الدولة التي يتم اختيارها للتفاوض يجب أن تتوفر فيها شروط الحيادية والمقدرة علي الدعم المالي والمكانة القوية في المحافل الدولية وبذلك تكون الضامن للاتفاق حتي تنفيذ كل بنوده وهذه الشروط تتوفر في المملكة العربية السعودية .

يحي محمدادم

Exit mobile version