محاولة تحطيم فنان مثل محمد النصري وارغامه على الاعتزال لأنه لم يشارك في اعتصام القيادة ولم يردد على الملأ ” جنجويد رباطة” أو يستلهم ألحانه الجديدة من خفة داليا الروبي، فيه احتقار كبير للفن، وخلط شنيع للأدوار، وممارسة بليدة في صناعة الخصوم، النصري موهبة نادرة خدم جانبه باخلاص تام، وعرف دوره فلزم، وحتى مشاركته حملة قوش بالغناء التي أغضبت حراس المعبد الجدد، يمكن الرد عليها بحديث الصادق المهدي حول دور قوش في التغيير، لكن أبداً لا يمكن ان يلبس النصري قميص الأصم، ليشرق جمهرة الحفل السياسي، وجميعنا يعلم أن الطبيب إذ عالج مرضاه كما ينبغي وبذل جهداً في عيادته يكون قد خدم الثورة، والمهندس الذي لا يغش في المواد فتسقط المباني على رؤوس الناس يكون قد خدم الثورة، والصحفي الذي يعتني بالحقيقة يكون قد خدم الثورة، والتاجر الذي لا يطفف في الميزان يكون قد خدم الثورة، والفنان الذي يعتني بالفن الجيد يكون قد خدم الثورة، كل بما يستطع إليه سبيلا، وحتى لا ننسى فقد أبدع النصري في ” ست الدار، بت العرب النوبية، أم الحسن، سوقني معاك يالحمام، وغيرها” فإنْ يكُنِ الفِعْلُ الذي ساءَ واحِداً, فأفْعالُهُ اللائي سَرَرْنَ أُلُوفُ أو كما التمس المتنبي العذر لصاحبه .
عزمي عبد الرازق