خلال الأيام القليلة الماضية وقع حدثان مهمان يتعلقان بالفضاء، طبعا إلى جانب أنباء أخرى تطالعنا بين الحين والآخر تشير إلى أكثر من أمر مهم يحدث فوق سماء الأرض وحولها، وبالتأكيد فهناك ما يثير القلق بشأنها جميعها.
الحدث الأول أن وكالة الفضاء الأوروبية “إيسا” اضطرت إلى تغيير مسار قمر صناعي مخصص لمراقبة الرياح والغلاف الجوي، يتبع مشروع “ستارلينك” المملوك لمجموعة “سبيس إكس”، ومؤسسها إلون ماسك، خشية اصطدامه المحتمل مع قمر تابع لخدمة الإنترنت، للمجموعة نفسها.
ويضم مشروع ستارلينك حاليا 62 قمرا صناعيا تدور في مدار حول الأرض، فيما تسعى “سبيس إكس” لإطلاق 12 ألف قمر صناعي لتوفير خدمة الإنترنت السريع للعالم أجمع.
وتعيدنا هذه الحكاية إلى فبراير العام 2009، عندما اصطدم قمران صناعيان للاتصالات، أحدهما أميركي والآخر روسي، في الفضاء.
زحمة في الفضاء
بعد تغير مسار القمر الصناعي، قالت وكالة “إيسا” في تغريدة لها “مع ازدياد عدد الأقمار الصناعية في المدار، سيصبح من الضروري تكليف الذكاء الصناعي مهمة تجنب حوادث الاصطدام” في الفضاء.
لكن ومع أن حوادث تصادم الأقمار الصناعية نادرة، لأنه كل قمر صناعي يوضع في مدار مصمم لتجنب الأقمار الصناعية الأخرى، فإن هذه التغريدة تقدم “تحذيرا”، بشكل أو آخر، مما يوجد في الفضاء المحيط بالأرض من أقمار صناعية ومخلفاتها وبقاياها وحطامها.
ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي UNOOSA، فإنه منذ بداية عصر الفضاء وإطلاق الاتحاد السوفيتي السابق القمر الصناعي “سبوتنيك 1” حول الأرض، وحتى الآن، تم إطلاق ما مجموعه 8378 قطعة في الفضاء، غير أن حوالي نصفها انتهى أجله وتحطم.
ووفقا لمؤشر الأجسام المطلقة في الفضاء الخارجي، الذي يحتفظ به مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، هناك 4635 قمرا صناعيا تدور يوميا في مدار حول الأرض؛ بزيادة قدرها 8.91 في المئة مقارنة بالعام الماضي.
هذه الأرقام تشير إلى أن هناك الكثير من القمامة في الفضاء، وفي المستقبل القريب ستتحول الأقمار الصناعية إلى حطام يشكل خطر متزايدا على الفضاء والأرض على السواء.
يشار إلى أن الأقمار الصناعية المختلفة تدور في مدارات، إما منخفضة أو متوسطة أو مرتفعة حول الأرض، أي أنها توجد على ارتفاعات تتراوح بين 1000 و36000 كيلومتر.
اسكاي نيوز