سوف تعيش رواية الدولة العميقة طويلاً لتوفير مبرر لأيما فشل محتمل، أو تقصير في المهام والمسؤوليات، وهى أشبه بنظرية المؤامرة والحصار التي كان يعتمد عليها البشير في تعمية النظر لاخفاقاته الكارثية.
لو أخذنا المشكلة الأخيرة التي حدثت في مجلس الوزراء مثالاً، حيث تفاجأ حمدوك عند بداية المؤتمر الصحفي مع وزير الخارجية الالماني، بأن أجهزة الصوت وأجهزة الترجمة في مجلس الوزراء لا تعمل الأمر الذي تسبب في حرج مع الضيف، وبسبب ذلك شكل لجنة تحقيق.
هنا يسهل طرح السؤال، ما الفائدة العظيمة التي ستجنيها الدولة العميقة من احراج حمدوك وضيفه؟ خصوصاً وأن حمدوك تعهد في أول تصريحاته مع وكلاء الوزارات ومن تحتهم، أو سمهم الدولة العميقة إن شئت، تعهد بأنه لن يفصل أحد، ولن يقوم بالتطهير الثوري، بالتالي فإن ذات الدولة العميقة مصلحتها في نجاح حمدوك وعدم احراجه، وهنا يمكن أن نصل إلى استنتاج بأن الذي عطل أجهزة الصوت، أو سرب الخبر بتلك الصيغة لديه مصلحة في تبديل طاقم الدولة كله ومجلس الوزراء تحديداً لصالح طاقم جديد، وتوفير وظائف لقائمة طويلة من المنتظرين لم تستوعبهم الحكومة ومجلس السيادة .
عزمي عبد الرازق