انني حينما اتحدث عن فيصل محمد صالح فانني اتحدث عن جيل من الصحفيين التحقوا بالعمل الصحفي في اخريات الفترة المايوية مابين صحيفة الصحافة وصحيفة الايام وكان منهم الي جانبه محمد لطيف وفتح الرحمن النحاس ولربما صلاح حبيب وغيرهم وكان الكثيرون منهم يكتبون بشكل عادي وطبيعي في الصحف المايوية حتي اذا ما ثار الشعب في ابريل1985 اصبحوا مع الثوار وسيروا مسيرة مشهورة ضد الاستاذ فضل الله محمد رئيس جريدة الصحافة تهتف.. يا فضل الله اطلع بره.. لم يكن فيصل محمد صالح يهتف ضد فضل الله للعلاقة الخاصة التي تربطه بهم ولكنه في المظاهرة التي كان فيها محمد لطيف وعبد الرحمن الامين وفتح الرحمن النحاس وقد طلب عبد الرحمن الامين من فضل الله ان يحترم نفسه ويغادر المكتب وهذا ما حدث.
فيصل محمد صالح الذي ينتمي الي الحزب العربي الناصري ويؤمن بالفكر العروبي هو من مدرسة جريدة الخرطوم والدكتور الباقر احمد عبد الله وقد خرجت جريدة الخرطوم في بداية الانقاذ معارضة ثم عادت مرة اخري وعاد معها فيصل محمد صالح والذي لم تسجل له طيلة سنوات الانقاذ فترة اعتقال واحدة من بعد عودتهم من القاهرة او انني لا اكاد اجزم انني لم اسمع مجرد استدعائه من قبل جهاز الامن والمخابرات فقد اصبح من جوقة محمد لطيف ومؤسسة طيبة برس يضع البرامج وينفذها وهو زراع محمد لطيف الممتدة الي الصحفيين المعارضين وهو يرى ويسمع مايدور في طيبة برس بل هو جزء منه وفيه والدورات والدولارات الاتية من جهات مختلفة توجه لخدمة نوع معين من الصحفيين دون ان تجري اي مراجعات مالية وادارية لمؤسسة الصهر الرئاسي والذي يتقلد فيها فيصل محمد صالح موقعا وظيفيا واداريا عاليا وحين يصبح فيصل محمد صالح وزيرا للاعلام فذلك يعني سيطرة محمد لطيف علي الوزارة ففيصل ضعيف امام محمد لطيف وهو الذي ظل معه وهو يمارس ادواره المعروفة في عهد الانقاذ وفيصل هو واجهته للاخرين خاصة في خيمة ااصحفيين ولو كان فيصل محمد صالح معارضا حقيقيا وخطرا للانقاذ لما سمحت له ان يظهر خلال شاشات قنوات الانقاذ يحلل سياسيا ويجمل وجه النظام ليضفي علي الانقاذ مسحة ديمقراطية ويكتب عمود يومي في الصحف وينظم الدورات في طيبة برس والتي لم نفتح ملفها كاملا بعد..
وقد تماهي فيصل محمد صالح وهو العروبي الناصري مع اليمين حين كان مع الباقر احمد عبد الله وفضل الله محمد في جريدة الخرطوم او حين اصبح مع صلاح ادربس في صحيفة الاضواء والذي كان رئيسا لتحريرها او من بعد ان اصبح مع محمد لطيف وهو يتجول بين اضلع مثلث الباقر صلاح ادريس محمد لطيف لانذكر له مواقف قوية وصارمة وكان كمن يمسك العصا من وسطها باهت المواقف يحاول قدر الامكان ان يحتفظ بعلاقة متوازنة مع صحفيي الانقاذ والمعارضة وهو من يري الباطل ويسكت عنه يحافظ علي مصادر قوته ولاياتي بما يؤثر عليها يستغله محمد لطيف استغلالا شديدا مستفيدا من علاقته مع المعارضة ويمدون حبال الوصل مع المنظمات.
تمنيت ان استمع الي فيصل محمد صالح في محاضرة فكرية لاستقصي جوانب ثقافة الرجل فلم اجده الا عروبيا سطحيا ليس له ابعاد واعماق في الفكر والثقافة ويحاول ان يحتفظ بعلاقة عادية مع الجميع وهذا ما يجعل البعض محرجا امام انتقاده.
عمار محمد ادم