محمد حامد: عزيزي راشد عبد القادر.. قصة شيخ العرب

اكتب اليك لا أعرف أين انت ؟ قال ثرثار بالمدينة أنك قد (تفرنجت) او انك ضربت في الأرض وفيها مراغم وسعة أشهد أنها لم تنسيك (الفليع) ! وإبتداء يلزمني سوق تهنئة اليك ؛ حتما انك صرخت ورقصت وهدف الدقيقة (89) يدخل شباك (البشير) قطعا وحتما انك اتيت طقوس ملاعب بورت سودان ؛ ديار (كير) والراجح انك نهضت ثم تقوست يداك والتوى فمك تصيح (زوووط) ! قطعا فعلتها لاسيما ان حسين الجريف ومن تسبب في (النشلة) كان ابن مدينتك ! واما بالنسبة لي فقد تحليت بروح عالية ؛ تقبلت الامر واتمنى بصدق ان ارى بلدي حيث ان يكون ؛ اقرص احيانا واشاغل وانتقد لكن دون ان اكسر العظم . ففي ملامح الجدد بعض إقناع مثلما أن من بينهم من اضاع سابقهم والاخيرين طلبتي ومهوى ضربي ولكن _اصدقك_ بجماعتي من حال شعورهم مثل شيخ العرب الذي اعتل بداء البواسير فلما عاد الطبيب وخضع للفحص وكان لابد من مس مؤخرته ارتبك ثم تبسم ! فساله الطبيب ما يضحكك فقال (الضوء الذي ينير جوانب اسفلي وصل هنا قبل ان يضئ قريتي) وضوء التغيير الان يضئ لهم هناك ولم يصل عقولهم . ولا يبتسمون !
راشد …بعد ما جرى . كان أعجب ما لاحظت في جموع الإسلاميين من جيلنا ؛ عودة اغلبهم لكتب ومنشورات الشيخ حسن الترابي ؛ عن تاريخ الحركة الإسلامية وشروحاته في شؤون المجتمع وقضايا الحكم والدساتير ! بعضهم نشر صورا له يحتضن تلك المجلدات ؛ بعضهم صار ما أن يجد تسجيلا مصورا إلا وقد حلت عليه نباهة الإنصات والتدبر ! بعضا اخر إستعاد واقعية الوعي فركن لتفسير مجاري السنن على الامم ! بعض اخر ركن الى تصورات الشيعة عن مهدي يخرج من فج شعب . لا اعرف من اين ؟ فعلم الله واسع وما كنت في سراديب التنظيم عالي او ذو نفوذ ؛ واصدقك فإني في كل هذا لزمت حالة التأمل مع قناعة بالقبول ؛ وسكينة في النفس ربما لكوني في الاساس لم تتلبسني حالة سلطانية تجعلني منشغلا بفقد مقعد او لكوني (ماسورة) في أشغال كسب العيش فلا يفرق عندي اول الشهر من اخره ، وان كنت معنويا اشعر بخزي عظيم لكون ان مشروع سياسي آمنت به يتوزع بين جماعتي بين متهوم بخيانة واخر بعمالة وثالث ناج بنفسه ! اقله توقعت طالما ان المسألة انتهت ان يواجه الناس مصيرهم كما ينبغي بثلة حفزت الاف الشباب لحفر مصائرهم بين جبل وغابة ، قد لا يقول لك هذا بعض اخوتك لكني اقولها ؛ احساس المرء بنهايات آمال عريضة خاصة اذا راي أنها ناصعة امر مرير ؛ والاصح من هذا حقيقة اشد مرارة ان تلك النصاعة اسودت منذ زمن بعيد لكنا تجاهلنا ذاك ؛ مرة خوفا وتارة عجزا ومرات اكثر إهمالا متعمدا ولذا تجدني ومن باب الجزاء الشامل اقول فلتكن مشيئة الله والتي كانت وحضرت. توجه البوح والنقاش الان لم يعد مجديا بشأن ما مضى ؛ فكل قصيح او غليظ الصوت مبين يستطيع الان ان ينقد ويستدعي الامثلة ويعدد الخيبات ولكنه لن يجدي ؛ لقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك ان قصتنا تلك افضت الى خلاصة محيرة اشدة مداخل حيرتها ان الكل خرس والجميع تلاشى ! تعامدت الشمس فتلاشى الزبد…. المهم …ارح.

محمد حامد جمعة

Exit mobile version