بالصور .. سوداني تسرب من التعليم الجامعي ليجني الملايين: «الطريق للثراء يبدأ بفكرة مطرقعة»

ما إن أنهى دراسته في مراحل التعليم الأساسية، ألتحق بكلية علوم الحاسب، متطلعًا لمستقبل مشرق، ليفاجئ الشاب العشريني إن للحياة الجامعية متطلبات تفوق إمكانيات أهله، خصوصًا بعد أن تقاعد والده، الأمر الذي تطلب تقليل نفقات الأسرة حتى يسع معاش ربها لحاجتهم الأساسية وخصوصًا مع غلاء المعيشة في الإمارات على أسرة سودانية غير ميسورة الحال، ليقرر الشاب خوض طريقًا آخر غير الطريق الروتيني الذي رُسم له من طالب جامعي سينهي دراسته ليوظف ويعيش حياة عادية إلى رائد أعمال يمتلك الملايين.

لم يكن طريق عمار عمر نحو أن يكون واحدا من أهم رجال الأعمال الشباب في الوطن العربي بالأمر السهل، إذ مر بالعديد من الصعوبات، بدايتًا من الانتقادات اللاذعة التي أصابه منها وابلًا كبيرًا من أهله بعد أن أخبرهم بقراره بترك الدراسة الجامعية ليتجه نحو سوق الأعمال، مرورًا بعدم امتلاكه للمال لكي يأخذ أولى خطواته في هذا المجال الضخم، وغيرها من الأمور التي لم يقوى على مواجهتها إلا أصحاب العزائم الشديدة.

متجر لبيع الأدوات المكتبية كان أول ما جال في خاطر الشاب العشريني عقب تسربه من الجامعة، وذلك بحسب حديثه لـ «المصري لايت»، إذ اقترض من كل أقرانه وأقاربه ليدشن أول مشروعاته، إلا أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن كمال يقول المتبني، وذلك بعد أن فشل متجره في جذب الزبائن، ليخسر كل ما أمواله في مشروعه الأول.

ورغم ذلك لم يتسرب اليأس في نفس الشاب السوداني الأصل، فعقد العزم على دراسة أسباب فشل مشروعه الأول، ليجد أن سوق الأعمال لا يعتمد فقط على دهاء الأشخاص في معاملتهم الاجتماعية وخبراتهم التجارية، إنما هو علم له قواعده الخاصة به والمتأصلة منذ القدم إلى جانب المستحدثات التي تطرأ عليه ما بين الثانية والأخرى.

ليعكف «عمار» على دراسة سوق الأعمال لفترة قاربت العام، إلا إن إمكانياته المادية كانت تشكل عائقًا في سبيل تحقيق ذلك، ليعتمد على التعليم الذاتي من خلال الإنترنت الذي يرى فيه الشاب الذي لم يتجاوز ربيعه السابع والعشرون كنزًا يحوي كل العلوم، إلا أن كثيرون لا يدركوا هذه الحقيقة «اعتمدت على الإنترنت في التعليم لعدم وافرة السيولة المادية في البداية».

ويردف عمار أنه بعد عام من دراسة العديد من المهارات المتعلقة بكيفية تدشين الشركات، وطرق نموها، وغيرها من الأساليب الاحترافية، بدأ من جديد في العمل على مشروع آخر، ولكن هذه المرة بخبرة أكثر من سابقتها، وباحترافية في التعامل مع العملاء، والشركات المنافسة في ظل سوق تنهش أنيابه من لا يفهمه، ليؤسس شركة نشاطها الأساسي يكمن في بيع المواقع الإلكترونية للشركات، بالإضافة لإمكانيات تطوير المواقع القديمة.

«900 درهم» هو رأس المال الذي بدأ به عمار شركته الصغيرة، إذ كان يعكف على تدشين المواقع طيلة الليل، بينما لا تهدأ قدميه نهارًا من الذهاب للشركات لعرض المواقع عليهم، ولم يكن نجاحه في تسويق مواقعه وليد الصدفة إذ ساعده دراسته لسوق الأعمال في ذلك «دراسة سوق الأعمال منحتني مهارات جعلتني من خلالها استطيع تسويق أي شيء».

ولم يكن النجاح الذي حققه عمار وقتها، ووصول رأس مال شركته حديثة الإنشاء لما يقرب من مائة ألف درهم بعد أربعة أشهر من تأسيسها هو أقصى ما يطمح إليه، إذ كان كل ذلك مجرد خطوة نحو حلم أخفى عن الجميع حتى المقربين منه، ولكنه لم يغب عن باله منذ أن أخذ قراره بشق طريقه في مجال سوق الأعمال، لتضيف الشركة عقب ذلك العديد من خدماتها في طريقها نحو التوسع وذلك بإدخال العديد من الخدمات الجديدة ضمن حزمة ما تؤديه لعملائها.

بهمهمات لا تخلو من الفخر، تحدث عمار عن النقلة التي حدثت لشركته عقب ذلك بعد أن قامت بتوقيع عقود تعاون مع كبرى الدول التي وثقت في شركته من أجل تطوير أنظمة أمان مؤسستها، بالإضافة لطلب بعض المطارات العالمية منه تطوير أنظمتها من خلاله، ليكون عمار فريقا من أمهر المبرمجين في الوطن العربي، بالإضافة لفريقي تسويق ومبيعات لكي يواكب التطور الذي حدث بالشركة.

وبعد وصول شركة عمار لأن تكون واحدة من أهم شركات تأسيس المواقع وتطوير أنظمة البلدان والمطارات في العالم، رأى عمار بضرورة أن تطأ قدمه لمجالات أخرى في سوق الأعمال فبدأ في تدشين العديد من الشركات بمجالات ترتبط ارتباطًا وثيقًا ببعضها البعض ليكون مجموعة شركات عمار عمر.

ويسترسل رجل الأعمال الذي يمتلك مجموعة من الشركات الناجحة أن الوقت الذي استغرقه لكي يكون ثروته لم يستغرق أكثر من خمسة أعوام، مشيرًا أنه لولا مخاطرته بخوض تجربة لا يمتلك الكثيرون الشجاعة في خوضها ما كان وصل لما عليه الأن، كما أن الفخر الذي يشعر به أهله لما حققه يستحق المخاطرة بعيدًا عن امتلاك الشركات والأموال.

«التعليم غير الأكاديمي» هو كلمة السر في نجاح رجل الأعمال الشاب، حيث يعلل عمار حجته في ذلك لأقرانه من نفس فئته العمرية الذي عُرف عنهم التميز في مراحل تعليمهم الجامعي، إلا إنهم يبحثون عن وظيفة في الوقت الحالي تدر عليهم شهريًا ما يربحه خلال ساعة في يومه «الشهادة الجامعية مش كل حاجة، وحصلت عليها عقب تحقيقي لذاتي».

ويحاول رائد الأعمال الذي يزور مصر في الفترة الحالية نقل تجربته للشباب في الوطن العربي وذلك من خلال تسجيل فيديوهات خاصة به يبثها على صفحته الرسمية على موقع «فيس بوك»، إلى جانب إلقائه للعديد من المحاضرات المجانية للشباب في العديد من الدول العربية من أجل تشجيعها على خوض التجربة في سوق الأعمال مهما كانت الإمكانيات المتاحة لديهم.

ويختتم عمار عمر حديثه لـ «المصري لايت» بتوجيه رسالة للشباب بالوطن العربي وذلك بدعوتهم بألا يكتفوا بالتعليم الأكاديمي إذا أرادوا الإبداع، وألا يكتفوا بالحصول على الوظائف التقليدية الروتينية «العالم العربي مليء بالمبدعين ثقوا في أنفسكم وانطلقوا».

 

المصري لايت

Exit mobile version