أثرياء السعودية والإمارات يقتنون فهوداً مهددة بالانقراض في قصورهم

أفاد “صندوق حماية الفهود” CCF بأن نحو 300 حيوان شيتا تُهرب سنوياً من أرض الصومال (صوماليلاند)، لتصل إلى أيادي أثرياء يقتنونها كحيوانات أليفة، ما يهدّد بالقضاء عليها كلياً خلال سنوات قليلة.

وأوضح موقع شبكة “سي إن إن” الأميركية، اليوم الأربعاء، أن أرض الصومال تعدّ الممر الرئيسي لتهريب الفهود في منطقة القرن الأفريقي؛ تُهرب الحيوانات عبر الحدود سهلة الاختراق في أرض الصومال، ثم تُخزن في صناديق ضيقة أو صناديق من الورق المقوى على متن قوارب، وترسل عبر خليج عدن نحو وجهتها النهائية: شبه الجزيرة العربية.

ويموت 3 من كل أربعة فهود خلال هذه الرحلة، وفقاً لـCCF.

وعلى الرغم من أن معظم الدول في شبه الجزيرة العربية، وتحديداً الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، تمنع اقتناء الحيوانات البرية، إلا أنها تتراخى في تطبيق القوانين المتعلقة بهذا الشأن.

وأشار “صندوق حماية الفهود” إلى أن معظم هذه الحيوانات البرية ينتهي بها المطاف في قصور أغنياء هذه الدول، وتستخدم في التباهي وإظهار حجم الثراء الفاحش لأصحابها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبعض من منشورات مواقع التواصل الاجتماعي تظهر فعلاً فهوداً تشاهد وثائقياً على قناة “ناشيونال جيوغرافيك” أو مستلقية إلى جانب سيارات فاخرة. وفي حديث لموقع “سي إن إن”، أكد خبراء أن هذا النمط من الحياة لا يناسب هذه الحيوانات، وبالتالي فإنها تنفق في غضون عام أو اثنين على الأكثر.

وأكد بيطريون في دول الخليج العربي هذه الظاهرة فعلاً لـ”سي إن إن”، من دون الكشف عن أسمائهم. ولفت أحدهم إلى أنه عاين فهوداً تعاني اضطرابات في الجهاز الهضمي، لأن أصحابها لا يعرفون ما يطعمونها، وبعضها تعاني من الأمراض المرتبطة بالضغط والسمنة بسبب الحبس.

وفي بيان للشبكة الأميركية، أنكرت وزارة التغير المناخي والبيئة في الإمارات وجود فهود في المنازل الخاصة، وقالت إنها موجودة فقط في “منشآت مرخصة”. وأضافت الوزارة أنها تتعقب روتينياً الإعلانات عبر الإنترنت لبيع الأنواع المهددة بالانقراض، وأزالت 800 موقع من هذا النوع إلى الآن.

لكن “سي إن إن” رصدت عدداً من منشورات وسائل التواصل الاجتماعي لمستخدمين إماراتيين يستعرضون فيها الفهود خلال الأسابيع الأخيرة.

ونقلت عن دراسة أجراها “صندوق حماية الفهود”، العام الماضي، عرض 1367 فهداً للبيع على منصات التواصل الاجتماعي بين يناير/كانون الثاني عام 2012 ويونيو/حزيران عام 2018، معظمها في دول الخليج العربي.

وأجريت معظم هذه المبيعات على موقعي “إنستغرام” و”يوتيوب”. وبينما سُجلت هذه الإعلانات في 15 دولة، فإن أكثر من 90 في المائة منها تركزت في دول الخليج العربي، و60 في المائة منها في المملكة العربية السعودية.

ووفقاً للصندوق، فإن ثلاثة من كبار بائعي الفهود على مستوى العالم يتركزون في المملكة العربية السعودية، وقد نشر هؤلاء البائعون السعوديون خُمس إجمالي الإعلانات.

ووجدت “سي إن إن” فهوداً معروضة فعلاً للبيع في السعودية، وعرضت مقابلها مبالغ تراوحت بين 6 آلاف و10 آلاف دولار أميركي.

العربي الجديد

Exit mobile version