حوار تلفزيوني فخيم أجراه أستاذنا جميل المبنى والمعنى “فيصل محمد صالح”، مع دولة رئيس الوزراء د. “عبد الله حمدوك”، تحدث الأخير حديث الخبير مع بعض من حديث السياسة، كان شفافاً ولم يقدم نفسه كمن يحمل عصا موسى كمخلص وطني عظيم، بل شرح حجم الأزمة الاقتصادية الطاحنة بوضوح، أهم ما قاله “حمدوك” إن البلاد لتجذب أنفاسها فقط تحتاج (8) مليار دولار، وهو رقم فلكي لا يمكن الحصول عليه بإصلاحات اقتصادية سطحية كتلك التي درج عليها نظام الصدمة البائد.
“حمدوك” أمام أزمة حقيقية وصلت إلى مراحل انعدام الخبز، مما يعني أن حكومته ستبدأ من الصفر لكي تصل بالبلاد إلى مرحلة جيدة مع نهاية الفترة الانتقالية، أمام دولته فرصة معقولة النتائج إن أجاد توظيفها، بأن يعمل على استرداد الأموال العامة المنهوبة من قيادات النظام السابق، ستسهم المبالغ المستردة مهما ضعفت مقارنة بحجم الفساد، إلا أنها ستسهم في توفير مبلغ محترم لخزينة الدولة، ممتلكات المؤتمر الوطني كحزب ناهيك عن ممتلكات القيادات كأفراد، مصادرتها لصالح الدولة، واستثمارات الحركة الإسلامية، والأموال المجنبة في أرصدة خارجية بإمكانها توفير الخبز لثلاث سنوات.
الشعب الآن بحاجة لحكومة قوية، تديرها عقول متخصصة، لتمحو آثار الهرجلة وتجريب المجرب و”جر الشوك في الجلد” ، إن شكل “حمدوك” وزارته من خبراء متخصصين وابتعد عن خيارات الحرية والتغيير التي ظهرت في المجلس السيادي، بإمكانه نيل ثقة شعبه وتعاونه.
رشان أوشي
نقلا عن المجهر السياسي