الكفاح بإبتسامة

قضيت ثلاثة ايام في ضيافة صديقي و قريبي سيف الدين موسى في حي العمال بمدينة كسلا ، كانت اياما جميلة في مدينة جميلة و بصحبة رجل جميل

يعمل سيف الدين كفني اصلاح ثلاجات و اصبح معروفا في القسم الغربي من مدينة كسلا بأكمله ، ولايعود سبب شهرته الى اتقانه لمهنته فقط ولكن لطيبة قلبه و أمانته و تعاطف الناس معه بسبب اعاقته حيث اصيب بشلل الاطفال عندما كان طفلا صغيرا لم يتجاوز عمره الاربعة أعوام

تقبل سيف الدين هذه الاعاقة بروح طيبة مع محبة عميقة للناس والاقتراب منهم ، فقد عطلت حقنة شلل الاطفال البغيضة الحركة في رجله اليسرى فأستخدم سيف الدين رجله اليمنى مع يده اليمنى للمشي بمهارة فائقة واستطاع من عوائد عمله و مساعدة الدولة له ان يشتري موتر بثلاث عجلات ليساعده في المشاوير الطويلة و بذلك كان يقوم بفحص الثلاجات في بيوت اصحابها قبل احضارها الى محله في حي العمال ( محطة الغسال ) ولكن سيارة مسرعه قبل ثلاث سنوات صدمته في حادث مروع ، حيث تسبب ذلك الحادث في كسور في رجله اليمنى وهي الرجل التي كان يعتمد عليها في المشي وبذلك اصبح عاجز تماما عن المشي ، يا لها من مأساة ولكن سيف الدين ، الرجل قوي العزيمة والصابر تقبل الأمر بروح طيبة وقال لي إن وقفة الناس معه انسته كل هذه الآلام

سيف الدين موسى متزوج من احدى قريباته ( صباح الخليفة ) وله منها اربعة بنات وولد واحد ، كان صديقنا طارق فرح يحيه كل صباح وهو في طريقه الى مكتبه قائلا ( سيف الدين … صباح الخليفة ) بدلا عن صباح الخير و كان يضحك من صميم قلبه

اما ولده قيبلغ حاليا نحو 20 عاما و يساعد والده في عمله ويدفع له الكرسي المتحرك الذي يعتمد عليه في المشي
فهذا الشاب ( صلاح الدين ) ثورجي و خرج في المظاهرات وتم اعتقاله لمدة اسبوع في شهر فبراير الماضي

الجلوس مع سيف الدين تحت الشجرة الكبيرة امام منزله في حي العمال تشعرك انك امام رجل استطاع بالفعل ان يقهر مآسي الحياة و ان يعيش حياته حرا طليقا مستمتعا بكل وقته
فما اجمل ان تكون مكافحا في هذه الحياة بابتسامة عريضة و محبة للناس
هذا هو سيف الدين موسى ( الرجل المكافح مع ابتسامة عريضة )

بابكر عثمان

Exit mobile version