حمدوك في أمريكا

? العنوان أعلاه ليس بأمنيات، بل أمر ممكن جداً حدوثة قريباً وتحديداً في السابع عشر من سبتمبر المقبل .. حيث تنطلق الاجتماعات رفيعة المستوى لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك .. سانحة ذهبية بأن يقود حمدوك وفد السودان.

?وفرصة كبيرة بأن يتم ترفيع التمثيل السوداني الذي ظل لفترة طويلة قاصراً على وزير الخارجية .. إذ لطالما حُرم السودان من المشاركة الرفيعة ثالوث (قائمة الإرهاب، العقوبات الاقتصادية والمحكمة الجنائية) .. باركت دول الترويكا (الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج) تعيين حمدوك.

?بالتالي بإمكان حمدوك أن يجري لقاءات نوعية وكبيرة جداً تغير الأوضاع بالبلاد وترسخ أقدامه في رئاسة الحكومة .. ليس مستحيلاً أن يلتقي حمدوك الرئيسين الأمريكي والفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني .. بل ومن محاسن الصدف أن يبتدر جولته الخارجية بزيارة من العيار الثقيل.
?في نيويورك يمكن أن يلتقي حمدوك رئيس البنك الدولي ومدير صندوق النقد الدولي، رئيسا مفوضيتي الاتحادين الأوروبي والأفريقي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وكذلك الأمين العام للأمم المتحدة.

?كل العالم سيكون في نيويورك .. بإمكان السودان أن يقوم بحملة علاقات عامة واسعة .. خاصة وسط الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدائمين الخمس والعشر .. وكذلك قادة ورؤساء دول العشرين (بينهم السعودية)..
?يجب أن تسرع وزارة الخارجية منذ الآن في الترتيب لمشاركة تاريخية بكل المقاييس للسودان .. الأيام تمضي بسرعة .. على الخارجية ألا تنشغل بما يحيط بحمدوك من مشاكل سيول وفيضانات وترشيحات للحكومة المقبلة.

? ما يحمد للخارجية أنه يقودها حالياً مندوبنا السابق لدى الأمم المتحدة السفير عمر دهب .. والرجل دبلوماسي مخضرم وعالم ببواطن الأمور في نيويورك، ويعرف جيداً كيف تدار ترتيبات المشاركات عالية المستوى.. وكيف يمكن استثمارها.
?يمكن جداً وبمجهود قليل تقديم السودان في ثوب جديد للعالم .. على السفير عمر دهب والسفيرة الهمامة إلهام شانتير تشكيل فريق عمل متمرس .. بشأن ترتيبات مشاركة حمدوك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة.

?ومن الضرورة بمكان إشراك الجهات ذات الصلة ضمن فريق العمل وعلى رأسها جهاز المخابرات .. وزارة المالية والبنك المركزي .. ويمكن أن يكون فريق العمل بذات المستوى والفاعلية من عدة جهات إسوة بالفريق الذي قاده وزير الخارجية الأسبق البروفيسور غندور .. والذي أدار ملف رفع الحظر الاقتصادي عن البلاد.
?كما يجب أن تخلو اللجنة من البعد السياسي .. وأن يتم تحضير الملفات لرئيس الوزراء عن مستقبل السودان .. لا عن ماضيه .. الثمانية مليارات دولار التي حددها حمدوك للخروج من الأزمة الاقتصادية يمكن أن تتحقق في هذه الزيارة.

?بل يمكن جني أكثر من ذلك المبلغ .. شريطة أن يقدم حمدوك نفسه بشكل مختلف في كل شيء .. حتى في اختيار (مقاس بدله وربطات عنق تلائم اللقاءات) ولابد من استصحاب إدارة المراسم والبروتكول .. المهمة كبيرة أمام الخارجية عليها أن تتحرك وفوراً.
?دعونا من سيارات (الانفينتي) ومزاعم التقشف وأوهام الدولة العميقة.

أسامة عبد الماجد

صحفية آخر لحظة الصادرة يوم الثلاثاء 27 أغسطس 2019

Exit mobile version