لم آخذ تصريح الجبهة الثورية المنسوب لقيادي (فضل حجب اسمه) عبر وكالة الأناضول التركية والذي زعم فيه أن الجبهة وجهت قواتها للتحرك الى نقاط تجمع على الحدود من جهة دارفور وسمت (وادي هور) كملتقى من ضمن تلك النقاط ! وتقديري ان التصريح بصيغته تلك من ضمن أنشطة طرق إحداث الجلبة والضجيج لاغراض سياسية وإعلامية اكثر منها تهديد عسكري مؤثر ! فعمليا وهذه الحقيقة الصادمة لا يتوافر لتلك الجماعات اثر ميداني يعتد به عدا قوات قليلة عالقة في (ليبيا) تفتقر لروابط السيطرة سواء من قيادة عسكرية او سياسية قادرة على التوجيه ومع هذا فعملية قيامها بانتقال منظم على الحدود مع تشاد وليبيا وفي ظل الاضطرابات المعلومة بالبلدين يعتبر في حكم الإستحالة وإذا حدث فسيكون ضمن ترتيبات البلدين للإفادة من تلك العناصر لصالح مسرح النزاع هناك وفي حالة مخالفة ذلك فستكون بين ثلاثة محاور تطحنها من تشاد وليبيا وقوات الدعم السريع المنفتحة بارتياح على وادي هور نفسه ! وحتى في حال ارتكاب حماقة بتجاوز تلك المحاذير فاقصى ما يمكن ان تفعله قوات الجبهة الثورية سيكون عملية تصيب قرى للمدنيين وكلفة فعل مماثل سياسيا قد تضر بها لانها ستضعها مباشرة امام تصاعد البغض الشعبي بالداخل وامام غضب المجتمع الدولي الذي قد يصدر قوائم اتهامات تصل مرحلة التصنيف بالارهاب واظنه التوجه الذي تقوده امريكا تجاه الفصائل المسلحة التي قد تشذ عن ايقاع الترتيب السياسي الجاري بالخرطوم. الجبهة الثورية لا خيار امامها سوى الإنخراط في عملية تسوية خاصة بالسلام وبعد ان تتجاوز تحالفها غير المنتج بمعنى فصل مساريها بشأن قضية دارفور وجبال النوبة حيث يملك (الحلو) كل اوراق الاخيرة بما في ذلك وجود بالقرب من كادوقلي في نطاق ما يقارب العشرة كيلو مترات شرقا فيما يلي دلدكو وغربا فيما يلي منطقة كحيلات وجنوبا بعد منطقة الحمرة حيث التيس والبرام رئاسة محلية الريف الجنوبي وصولا الى طروجي وبحيرة الابيض التي تفتحه على جنوب السودان.
محمد حامد جمعة