عندما تتأمل صورة المظهر التفصيلي لشخصية هذا الرجل (حميدتي) يساورك حكم انطباعى فى استخلاص ملامح الجدية والحزم تتبادر الى الذهن أن الفريق أول محمد حمدان دقلو عليه شى من الآحادية وفرض رؤاه الذاتية على الحضور لكن سرعان ما تكتشف أن هذا الرجل متأنى ومتباطئ فى الإنفعال بالتروى والتأمل العقلانى فى عاقبات الأمور انه ليس إنفعاليا متهورا ومتعجلا فى اتخاذ القرارات بمثل ما يخرج خطابه وكلامه ليقع فى مفاصل الالم ويشخص الحالة الوطنية المزرية التى وصل لها البلد والمواطن بكل تجرد ومصداقية لا يحابى ولا يجامل ولا يداهن احد أو جماعة او حزب ،وهذه العقلانية السياسية تميزه عن أقرانه بين القيادات العسكرية والسياسية كما تقول القاعدة السياسية (كلما كثر لقط كلام الرجل انتقص من سيادة ذاته ومكانه فى خارطة القبول العام ) هكذا يتمتع الرجل بمهابة وسكينة إكتسبها من ناشءته فى البوادى والضواحى والارياف ومن صعاب فجاج الارض فهى بحق قوة شكيمة يتصف بها الرجل كما له صبر ومثابرة استثنائية فى التفاوض والحوار وكان مشاهدا من خلال جلساته الى قوى الحرية والتغيير ومع الحركات المسلحة بالخارج وجلساته مع الادارات الاهلية والدبلوماسيين والفاعلين من المنظمات الدولية والاقليمية بل حتى لقاءاته مع قوات الدعم السريع حقا انه رجل يقود فعله قوله قسما للشعب السودانى بان يكون عضدا وسندا من أجل أن ينعم السودان واهله بحياة كريمة مستقرة ليجود الرجل بلا حدود لا يدخر جهدا ولا يألوا صبرا حتى يعبر السودان الى مرافئ التقدم. ترصده الكاميرا بهدوء ملامحه والناس حوله ضجيج وصخب جدل وحوار اصوات وصراخ فى أعلى درجات التوتر فى أوج ازمات التحول الثورى ومخاوف ومهددات احتمال الفوضى التى تعصف بمصير السودان تجد هذا القيادى فى رويته المعهودة لا يرى عليه اثر الاضطراب وفوبيا ضغوط الراهن ، يثق فى قدراته وقواته إنه صاحب امل وتامل وتعقل من طراز نادر قل ما يجود به الزمان عبر حقب المجايلة السياسية هذا ما التمسته فى القائد حميدت بعد الاجتهاد فى منهج تحليل الشخصية مما دعانى أن اشكل بعض القسمات فى تفصيل هذا الشخص البارز فى راهننا السياسى وأتمنى ان يكون جزءا من معادلة المستقبل السوداني.
بقلم : هند يعقوب