«نحن الذين أدخلنا البنات المدارس، وأعطيناهن أعمالًا في الوزارات والمستشفيات والمصانع والشركات والبنوك، وفتحنا لهن الدكاكين والمتاجر»، بهذه الكلمات عبر المفكر الراحل مصطفى محمود، في كتابه «عن الحب والحياة»، عن استيائه من عمل المرأة، والتي تحولت بمرور الزمن إلى منافسة شرسة للرجل، الذي سمح لها بذلك حسب رأيه، في المجال الوظيفي وغيره، مع عدم الالتفات لواجباتها المنزلية.
ورغم حدة انتقاد الطبيب الراحل لفكرة عمل المرأة، إلا أن بعض الآثار السلبية لها طفت على الساحة مؤخرًا، فتسببت في مشكلات وعوائق يصعب الخروج منها، وربما ينتهي الحال باستعمال العنف من جانب الزوج، والذي بدوره طرأت على سلوكياته صفات سيئة بفعل عدد من العوامل المحيطة.
ولرصد تفاصيل ومسببات التغير الجوهري لسلوك الزوج العنيف تجاه زوجته، يقول الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، إن الرجل المصري يمر بأزمة شديدة متمثلة في رغبته لأن يكون «سي السيد»، بامتلاكه قوة اقتصادية واجتماعية على الجنس الناعم، إلا أنه يُفاجأ بأن المرأة أصبحت تنافسه في سوق العمل، بجانب بنائها لكيان مستقل خاص بها، ليس هذا فحسب، بل سعت لنيل كافة حقوقها منه.
ويضيف «صادق»، لـ«المصري لايت»، أن الرجل في هذه الحالة شعر بتهديد شديد لقوته وسيطرته، وهو ما يواجهه في بعض الأحيان إما بالعنف، أو بإهمال المرأة والتقليل من شأنها.
ينوه «صادق» إلى أن سلوك الرجل بشكل عام يحدده 4 عوامل، الأول يعود إلى الأسرة التي نشأ فيها وتأثر بها، والثاني هي وزارة التربية والتعليم، والثالث يتمثل في دور المؤسسات الدينية، وأخيرًا شق تهذيبي يرتبط بالسجون.
فيما يوضح إبراهيم مجدي، استشاري الطب النفسي، أن أوروبا في العصور الوسطي كانت تتعلم النُبل والشهامة من العرب، ولكن حاليًا تواجدت دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تنادي بالخشونة في التعامل مع المرأة.
ويلمح «مجدي»، لـ«المصري لايت»، إلى أن الأعمال الفنية في السابق كانت تنص على احترام المرأة والرُقي في التعامل معها وتقديرها، لكن الآن تحولت تلك القوة الناعمة إلى عامل محرض على إهانة السيدة بالضرب والتقليل من شأنها.
يعتبر «مجدي» أن الرجل يكتسب شهامته من المواقف التي يمر بها رفقة الأهل وأصدقائه، إضافةً إلى مرجعيته التربوية والثقافية، والمواد الإعلامية التي يتابعها، مشيرًا إلى أن إيقاع الحياة السريع ساهم في انهيار فكرة الاحترام، مؤكدًا في نفس الوقت أن المستويين المادي والبيئي لا يؤثران على سلوك الفرد.
المصري لايت