جهات مجهولة تقف وراء الصراع بين النوبة والبني عامر
شهدت مدينة بورتسودان حالة من الاحتقان والتوتر الشديدين بسبب صراع بين اثنين من المكونات الاجتماعية للمدينة خلفت قتيلاً وعشرات الإصابات. وقرر المجلس السيادي، بنحو عاجل، إرسال وفد إلى بورتسودان للوقوف على التوترات الأمنية بالمدينة، حسبما صرح بذلك عضو المجلس الفريق شمس الدين كباشي.
ويضم الوفد عضو مجلس السيادة المستشار القانوني حسن شيخ إدريس، إضافة إلى رئيس أركان القوات البرية ونائب مدير جهاز المخابرات ومدير الشرطة.
وحسب شهود عيان لـ (سودان تربيون) فإن قوات من الجيش انتشرت في كل تقاطعات بورتسودان وتحديداً في حي الرياض الذي تقطنه قبيلة (البني عامر) وحي الفِلب الذي تقطنه قبيلة (النوبة) وفلت بين الطرفين وسط توتر شديد.
وتعد أحداث بورتسودان امتداداً لأخرى وقعت في أوقات سابقة بعدد من مدن الشرق بينها القضارف وخشم القربة وكسلا، بين ذات المجموعتين وهما (النوبة والبني عامر).
وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية وفاة شخص وإصابة نحو (49) شخصاً خلال الأحداث التي شهدها حي النعيم ببورتسودان مساء الأربعاء الماضي. وناشدت لجنة الأطباء ضرورة التوجه إلى المستشفيات التي استقبلت الإصابات لإسعاف الجرحى. وحمَّلت لجنة أطباء السودان المركزية الجهات الأمنية وحكومة الولاية كامل المسؤولية في حفظ أمن وأمان مواطن الولاية.
ودعت اللجنة السلطات المختصة لأخذ كافة الإجراءات والاحتياطات الأمنية الجادة لمنع تكرار مثل هذه الأحداث. وقال شهود عيان من المدينة لـ (سودان تربيون) إن الصراع بين المجموعتين ظل يتجدد دون أية أسباب واضحة، فليست هنالك أراضٍ مشتركة بينهما يمكن أن تكون سبباً كعادة الصراعات القبلية في السودان.
واتهم شهود العيان جهات ــ لم يسموها ــ بالوقوف وراء تأجيج الصراع بين المجموعتين لهتك النسيج الاجتماعي والتعايش السلمي بين أبناء المدينة.
وأكد الشهود أن أحداث حي دار النعيم ببورتسودان تعد خرقاً لوثيقة الاتفاق والتعايشي السلمي التي وقعت عليها المجموعتان في وقت سابق.
وقالت لجنة أطباء السودان المركزية إن مستشفى بورتسودان استقبل (4) إصابات بالرصاص، بجانب (25) إصابة أخرى متفاوتة الخطورة، بينما استقبل مستشفى الأمير عثمان دقنة إصابتين بالرصاص ترقدان بالعناية المكثفة.
وأكد البيان أن مستشفى هيئة الموانئ استقبل (8) إصابات بالرصاص، بجانب (19) إصابة متفاوتة بينها ثلاث إصابات لقوات نظاميةـ وأضاف قائلاً: (هناك حالة وفاة نتيجة للإصابة بطلق ناري).
وقال تجمع المهنيين السودانيين في بيان إنه رصد محاولات من وصفهم بالمتربصين لتأجيج الصراع القبلي بين المواطنين في المدينة، مؤكداً أن أولى أولويات السلطة الانتقالية توفير الأمان والحماية وحقن الدماء.
وطالب عُمد وشباب وشيوخ القبائل وحكماءها بقيادة مبادرات جادة للاحتكام لصوت العقل والابتعاد عن النزاع الدامي ومواصلة (القلد) المتفق عليه، لأنه الطريق الذي يحقق العدالة وصولاً لدولة القانون التي يحاسب من خلالها كل من يقترف جرماً وترد الحقوق لأهلها.
الانتباهة
إنفجار الوضع بهذه الطريقة يدل على فشل الدولة، الدولة التي أخرجت أثقالها وأسلحتها المبيدة في الخرطوم لماذا هي غائبة وغاضة للطرف ومتجرجرة عن أحداث بورتسودان؟
حينما يقول تجمع المهنيين بأنه رصد ( من وصفهم بالمتربصين لتأجيج الصراع القبلى بين المواطنين في المدينة ) لماذا لم يقم هذا التجمع لو كان صادقاً في قوله بتبليغ السلطات الأمنية والعدلية حتى تُوقف هؤلاء المتربصين وإلا فإنه سيكون مُشاركاً في تلك الحوادث المؤسفة بسكوته هذا عن كشف أسماء هؤلاء المتربصين ومن يقف وراءهم .