بروكسل….الرقص ضد الإنفصال..!:الجالية ببلجيكا…تستقبل فرقة الأفراح السودانية

ما هو أجمل
ليلة سودانية كاملة الدسم تلك التي شهدتها صالة فندق ثون بعاصمة أوروبا بروكسل..الجالية السودانية الموجودة ببلجيكا وبعض القادمين من المانيا وفرنسا وهولندا والقادمون من الخرطوم بدعوة من الجالية وترتيب من قبل جهاز السودانيين العاملين بالخارج الذي يقوده المثقف الشاب الدكتور كرار التهامي ويقف من خلفه الوزير الهمام كمال عبد اللطيف وزير الدولة بوزارة مجلس الوزراء ،الوفد ضم فرقة شعبية ومطربين جميعهم أول أمس وضعوا ألواناً زاهية على مساء بروكسل الرمادي.
ألوان موسيقية أعادت لسودانيي المهاجر عبق الذكريات وجددت في دمائهم واصلة الإرتباط بوطن النجوم، الذي في حضرته يطيب الجلوس مع الهرم محمد عثمان وردي وعند جلاله يقف الجميع مع الرائع عبد الكريم الكابلي وهم يرددون (القومة ليك ياوطني)..وكم كان المشهد رائعاً عندما غنى المغني (سودان بلدنا وكلنا أخوان) وإذا بصالة فندق ثون تضيق بالحضور.. حالة سودانية تذوب فيها كل الفواصل الوهمية، وتنهار معها حوائط الجفاء ويفتح ألف باب لإستقبال ما هو أجمل.

التهامي…طرق جديدة
ما كان يؤخذ على جهاز المغتربين أو جهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين في الخارج انه ظل منذ انشائه يتم التعامل معه كنافذة للجباية، ومصدر سهل للعيش من عرق المغتربين. فالمغترب كان دائماً مختزلاً في إيصال مالي تنتهي صلاحيته بإكتمال الدفع!
لذا كثيراً ما لحقت بالجهاز اللعنات وطاردته الانتقادات. كما ظل الإتهام الجاهر أن الجهاز يحصر اهتمامه على مغتربي المهاجر العربية والخليج تحديداً والسعودية على وجه الخصوص دون إعتبار لسودانيي المهاجر الأوروبية..!
ترى هل انتبه الدكتور كرار التهامي ابن الجزيرة الخضراء للجانب الآخر للمهمة، وهو تعزيز الاتصال الوجداني بين الوطن و الذين استقبلتهم موانئ ومدن العرب والافرنج وهم يخرجون من وطنهم تحت الضغط الإقتصادي والسياسي بأحلام يائسة وخواطر جريحة..؟
وهل يا ترى ليلة فندق ثون ومشروع إحتلال وسط بروكسل بالموسيقى والرقص الشعبي السوداني هما بداية جديدة لدور كان مدخراً للجهاز.. أم أن ما تم التفاتة فلاشية عابرة… سرعان ما تتلاشى مع إنحسار الضوء؟….الأيام وحدها هي التي ستوفر الإجابات الصحيحة..!

النجيب بالشرقاوية
سفارة السودان ببلجيكا يقوم عليها السفير نجيب الخير أحد سفراء حكومة الوحدة الوطنية الذي كان في مقدمة الحضور في ليلة فندق ثون بلبسة شرقاوية كاملة التفاصيل، وإبتسامة سودانية خالية من الشوائب..شارك الحضور الرقص والتعليقات الضاحكة مع عدد من أصدقائه السفراء المقيمين ببلجيكا ومع نائب عمدة بروكسل الذي حضر الحفل وقال في كلمته إن الباسويرد (كلمة السر) للمجتمع الاوروبي دائماً هي الفلكلور.

غرباء عن أوطانهم
المدهش في الحفل مشاركة عدد من الشباب لم يروا السودان من قبل إلا عبر الشاشات الفضائية..بعضهم لوالدين سودانيين طال بهما المقام في بروكسل وبعض آخر لآباء سودانيين وأمهات أجانب.هؤلاء ظلوا طوال الحفل يشاركون بالرقص والتصفيق للفرقة الشعبية، وللمغني الشعبي صاحب الحضور المسرحي البديع عبد الله البعيو ،وللمطربة هاجر كباشي التي نقلت أجواء السيرة و الحناء والبخور الى قلب العاصمة الاوروبية وشكلت ثنائية رائعة مع البعيو .

دهشة أوروبية
إكتملت زينة المشهد بحضورعدد من الأسر الأوروبية والآسيوية من أصدقاء أسر الجالية السودانية ببلجيكا و التي أبدعت في الإعداد والتنظيم والضيافة وجاءت بأسرها (أطفال ونساء وأبناء) وكانت بقيادة صدقي مطر وأخوانه تقف على قدم الاهتمام بالضيوف القادمين من الخرطوم وبالضيوف الأجانب.

الرقص ضد الإنفصال
كم كانت الفرحة حاضرة في فندق ثون والدبلوماسيون من أبناء جنوب السودان بالسفارة ببلجيكا يتشاركون مع أخوانهم في الشمال الطرب وإيقاعات الرقص بكل الأشكال السودانية والضحك المعافى دون ان يسمحوا للسياسة ان تفسد عليهم أمسياتهم الباهية ،أو لحمى التصريحات المشتعلة في الخرطوم حول جدل إستفتاء تقرير المصير أن يعكر صفو الود الذي سمحت به عاصمة البلجيك…بعد نشر هذه المشاهد من بروكسل ستكون فرقة الفرح السوداني القادمة من الخرطوم قد أحكمت السيطرة على وسط عاصمة أوروبا تلك المدينة المتبرجة بعراقتها..!
ضياء الدين بلال :الراي العام

Exit mobile version