عبدالماجد عبدالحميد: البشير.. كلنا خلف القضبان

صورة محزنة .. ومشهد مؤثر بحق ..أن يكون البشير بقامته المديدة خلف قضبان محكمة تنظر في إتهامات محددة حرص معتقلوه علي نقلها للأمام ..وأصروا علي وضع الرجل في الحبس وخلف الحديد كأول قائد للجيش السوداني وأول زعيم وطني يتعرض لهذا المشهد في تاريخ السودان الحديث ..
تلقيت دعوة من أخ عزيز وقانوني ضليع في هيئة الدفاع لحضور جلسة محاكمة البشير .. أخبرني بأنني ضمن مجموعة محددة سيتم السماح لها بالتواجد داخل قاعة المحكمة ..قلت له إنني أعتذر ..لا أستطيع مشاهدة البشير في قفص الإتهام .. وأحمد الله أنني لم أدخل قاعة المحكمة لأعاين البشير خلف الحاجز الشبكي الحديدي الذي ذكرني بذات القفص الذي تمت فيه محاكمة سيد قطب ..ومحمد مرسي !!
اليوم لم يكن البشير وحده داخل القفص الحديدي ..كلنا معه ..كل الإسلاميين .. كل الوطنيين ..كل الذين وقفوا مع الرجل طيلة فترة حكمه التي أكملت ثلاثة عقودبتمامها وكمالها ..
إنها محاكمة لعهد الإسلاميين كلهم ..محزن أن يكون البشير وحده هناك ..غاب كل الذين كانوا يهتفون له ويهللون ..
محزن أن يعجز حزب المؤتمر الوطني عن التفكير في موقف رمزي لمناصرة البشير اليوم ويترك كل الأمر لمجموعة من المحامين ورجال القانون الأوفياء الذين سدوا عين الشمس بموقفهم النبيل ودفاعهم الصادق عن رجل وزعيم يستحق كل الإحترام .. وكل التقدير ..
أربك البشير الساحة السياسية بالداخل والخارج بإفاداته الصريحة والصادمة حول الأموال موضوع الإتهام ..
الآن ستتكشف أوراق كثيرة ..وستخرج إلي فضاء الإعلام العالمي أسرار ذات صلة بالأمن القومي للسودان ..سيجد كثيرون ظنوا أنهم بمنجي من سياط الإتهام ..سيجدون أنفسهم مجبرين علي الحضور لقاعة المحكمة للإدلاء بشهادتهم .. ليس للبشير ما سيخسره ..سيورد أسماء قادة دول من حولنا تسلموا مبالغ من الأموال موضوع الإتهام .. وستتكشف تفاصيل مذهلة ستقلب الطاولة علي الجميع ..
قبل أشهر كان قادة الأجهزة الإعلامية ورؤساء تحرير الصحف في لقاء مغلق مع الفريق أول عبد الفتاح برهان رئيس المجلس العسكري الإنتقالي .. في كواليس ذلك اللقاء طالبنا بمعاملة كريمة للرئيس البشير تليق بمقامه كقائد لأعظم الجيوش في أفريقيا وعالمنا العربي والإسلامي .. آمل أن يراجع الفريق برهان رجاءنا ذاك ..آمل أن يراجعه وهو يشاهد صور البشير خلف قضبان حديد السكسبندا الغليظ.

عبدالماجد عبدالحميد

Exit mobile version