فرح السودان
توقيع الوثيقة الدستورية
– لم يتم الوصول إلى هذه اللحظة الا بمشقة هائلة ، وبعد أكثر من أربعة أشهر من سقوط المخلوع البشير وتهاوى دولة الإخوان ، وبعد كر وفر واراقة دماء ومليونيات وعصيان مدنى وتراشق اعلامى عنيف ، ووساطات إقليمية ودولية.
– التوقيع تم وسط مشاعر فرحه عارمة ومستحقة واستشراف لمستقبل مختلف ، بعد معاناة طويلة ، وخراب شامل أحدثه النظام السابق ، والتأييد الشعبى واضح وطاغ ، ولم تؤثر فى ذلك بعض الأصوات الغائبة أو المحتجه.
– كلمة القيادى الشاب ناجى الأصم والتى ألقاها نيابه عن تحالف الحرية والتغيير ، اتسمت بالبلاغة والجزالة فى الشكل والمضمون ، وحظيت بإطراء ومديح شعبى واسع، وهذا لا ينفى انها كانت طويلة ، واشتملت على بعض هنات لم يكن هناك داع لها فى هذا المحفل، خاصة إشارات تتعلق بالسياسة الخارجية أو الجوار الإقليمى ..
– حظى آبى احمد رىيس الوزراء الاثيوبى بتحايا حارة وعاطفية ، لم يحظى بها اى ضيف اخر ، وهذا مؤشر على أهمية الصور الإعلامية التى يتم الترويج لها ، لاسيما مع إشارة الأصم لافريقيا وتجاهله لكل العالم العربى ، الذى ادمجه فى رسالة واحدة وجهها لكل العالم ، يطلب فيها أن قدموا المساعدة المبرأة من المصالح للسودان !!! .
– من الواضح أن صورة مصر السلبية التى كرسها نظام الانقاذ الإخوانى على مدار الثلاثين عاما الماضية ، مازالت حاضرة ، رغم أن هناك صفحة جديدة تفتح فى السودان ، الامر الذى يقتضى عملا وجهدا مضاعفا ، مع الإشارة الى أن هناك اخطاء واضحة على الجانب المصرى قبيل سقوط البشير ، وكذلك شبه الغياب عن المشهد بعد سقوطه، وهذا مما ينبغى تجاوزه وإصلاحه .
-الصمت الذى اتبعه الاسلامويون من سدنة النظام السابق وغالب اشياعهم ، يعنى أن هناك انتظارا وتربصا ، ستظهر آثاره فيما بعد، حيث صدرت التعليمات لعضويتهم بالسكون لمدة عامين ، وقد كونوا حزبا جديدا باسم ” المسار الوطنى ” وضعوا فى واجهته اسماء غير معروفة ، من الصف الرابع فى التنظيم .
– التحديات التى تواجه المرحلة الانتقالية صعبة وعديدة ، واهمها ملف السلام مع الحركات المسلحة وقوى الهامش ، حيث غابت الجبهة الثورية عن التوقيع رفضا واحتجاجا ، وبقى عبدالعزيز الحلو (جبال النوبة ) ، وعبد الواحد نور ( دارفور ) خارج العملية السياسية برمتها حتى الآن . وصعوبة ملف السلام أن مطالب الهامش تقتضى إعادة صياغة النظام السياسى برمته ، وليس مجرد مطالب أو مشاركات أو تمييز ايجابى.
– هناك تحدى لا يقل أهمية وهو احتمالية حدوث خلافات أو انشقاقات داخل تحالف الحرية والتغيير ، وشواهد هذا حاضرة وعديدة
– الملف الاقتصادى صعب وحرج للغاية وينذر بشر مستطير إن لم تتدفق مساعدات ضخمة وعاجلة ، وقد يؤدى إلى انقلاب الرأى العام السودانى ضد الحكومة الانتقالية ، والموقف من السعودية والإمارات وهما مصدر التمويل الرئيسى للسودان حاليا ، ليس على مايرام ،حيث ظهرت هتافات محرجة وغير لائقة ضد عادل الجبير ممثل السعودية .
– هناك أيضا تحدى الشراكة غير المنسجمة ، والمناطق الرمادية فى الوثيقة الدستورية التى من الممكن أن تثير خلافات لا حصر لها.
بقلم
هاني رسلان