احذروا الخبيثة !!

* تعتقد قناة (الجزيرة) أنها ذكية، فتنقل على شاشتها الرئيسية حفل توقيع الاعلان الدستورى مع استضافة ضيوف يثيرون الشكوك حول الثورة وقدرة قوى الحرية والتغيير على إدارة شؤون البلاد خلال الفترة المقبلة، بينما تنقل على شاشتها المباشرة التى لا يشاهدها الا اصحاب الحدث الحفل بدون تعليق حتى تبدو وكأنها محايدة لا تنحاز لأحد، وهى سياسة ظلت القناة تنتهجها منذ بداية تغطيتها للثورة قبل يوم واحد من اقتلاع المخلوع وحتى اليوم، ولا ادرى من تخدع !!

* الكلم يعلم ان (الجزيرة) هى صوت سيدها النظام القطرى الذى يحتضن التنظيم الدولى للإخوان المسلمين ومرتزقة الاسلام السياسى وتجار الدين وتقديم كل العون لهم لتحقيق اهدافهم الشريرة، ولقد ظلت صامتة صمت القبور عن جرائم وانتهاكات وفساد النظام المخلوع، ولم تقل كلمة واحدة انتقادا له طيلة فترة حكمه الفاشية الفاسدة، بل قدمت له الكثير من العون والمؤازرة بحكم إنتمائه لعصابة الاسلام السياسى التى تستغل الدين لتخدير واستعباد الشعوب وتسخير موارد البلاد التى تحكمها لصالحها، ولا احتاج لضرب أمثلة لتأكيد صحة حديثى، فلم تحكم العصابة بلدا أو كان لها فيه حضور إلا وخربته وأهانت شعبه وأشاعت فيه الفوضى والفساد وارتكبت كل أنواع الجرائم والموبقات تحت مظلة الدين الذى ظل ضحيتها الأولى التى تقدمها قربانا للشيطان لتحكم وتتحكم وتتسلط وتفعل ما بدا لها بدون وازع من دين او اخلاق او ضمير او قانون!!

* ظلت (الجزيرة) ساكتة عن كل جرائم ومفاسد النظام البائد، وتجاهلت ثورة الشعب ضده، ولم لم تتحرك وتنقل الاحداث الا قبل يوم واحد من سقوط المخلوع وذلك عندما علمت بوجود تحرك لعزله فسارعت للمشاركة في نقل الاحداث، ولعلها كانت تدرك ان الانقلاب على المخلوع لم يكن الا من صنع الحركة الاسلامية الفاشية لاختطاف الثورة والبقاء على صدر الشعب، ولقد كان بالفعل كذلك، إلا أن الجماهير الثائرة اجهضت المخطط فأُسقط في يد العصابة وحاضنتها قناة الجزيرة التى لم أغضبها ما حدث خاصة مع تدخل الحلف السعودى الذى يضر بمصالح حلفائها المتأسلمين، فأفصحت عن عدائها للثورة ولكن بمظهر الحليف لها وذلك بتأجيج الخلافات بين الثوار والمجلس العسكرى الى أن طُردت من السودان، ولكنها لم تخرج وظلت باقية عبر ربيبتها وشقيقتها الاصغرى قناة (العربى) القطرية التى توفر لها كل الامكانيات التقنية المطلوبة لنقل الأحداث، بالإضافة الى مساعدات الهواة!!

* ووفرت لها الجريمة البشعة التى ارتكبها المجلس العسكرى بقتل المعتصمين وفض الاعتصام افضل الظروف لرفع وتيرة الهجوم ضد المجلس العسكرى، ليس تعاطفا مع الثوار وإنما لإجهاض أى محاولة للتوافق بينهم وبين المجلس العسكرى ومنع التوصل الى اتفاق سياسى بين الطرفين يضع حدا لازمة البلاد، والدليل على ذلك أنها بينما كانت تنقل فعاليات الثورة والثوار على شاشتها المباشرة وتمثيل دور المؤيد للثورة، ظلت تستضيف المتأسلمين وأنصار المؤتمر الوطنى وضباط الأمن السابقين تحت مسمى (محلل سياسى) و(خبير أمنى واستراتيجى) على شاشتها الرئيسية لتمثيل دور المدافع عن المجلس العسكرى، فى مواجهة ممثلى قوى الحرية والتغيير، وظلت تؤدى هذه اللعبة الخبيثة حتى تم توقيع الاتفاق بين الطرفين، ولكنها لم تيأس فبدأت تقدح في الاتفاق وتستضيف المعارضين له، وتؤلب السودانيين عليه وعلى الأطراف التى تراضت عليه!!

* وعندما عادت الجزيرة الى ممارسة العمل في السودان مرة أخرى بقرار من مدير جهاز المخابرات الذى لا يحق له التدخل في الشؤون التنفيذية، حسب المرسوم الدستورى للمجلس العسكرى رقم (33 ) الذى جرد الجهاز من سلطاته التنفيذية وحوّله الى جهاز لجمع المعلومات فقط ــ ولا يدرى احد كيف ولماذا صدر قرار عودة القناة في هذا الوقت ــ لم تتوقف (الجزيرة) عن ممارسة لعبتها القذرة، وكان أول عمل قامت به هو إستضافة بعض اعضاء ما يسمى بـ(تيار نصرة الشريعة) لمهاجمة الوثيقة الدستورية باعتبارها وثيقة علمانية، واطلاق التهديدات المبطنة ضد الموقعين عليها.

* وبالأمس انتهزت (الخبيثة) مناسبة حفل التوقيع على الإتفاق واستضافت على شاشتها الرئيسية بعض المتأسلمين تحت مسميات مختلفة لبث سمومهم الخبيثة ضد الاتفاقية وإثارة الشكوك حول مستقبل السودان والاساءة للقوات المسلحة السودانية، بينما ظلت تنقل على شاشتها المباشرة وقائع الحفل وجانبا من التظاهرات الشعبية حتى تبدو وكأنها فرحة بفرحة الشعب السودانى، بينما تكن له في نفسها العداء الشديد، ولن تهدأ أو تستكين إلا إذا رأته خاضعا مرة أخرى لحلفائها تجار الدين !!

مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة

Exit mobile version