لأن قوش رجل حركي و ليس “مفكر” .. و لأن التاريخ بيت العظة و العبرة .. فأنني أحب التاريخ و أفضله على كافة العلوم ..
اللواء عمر محمد الطيب كان مديرآ لجهاز الأمن أبان سقوط نميري .. الرجل تأمر على نميري و بترتيب أمريكي كامل .. وعدت أمريكا الجنرال بأنه سيحل محل النميري .. تباطأت قوات الأمن في التعامل مع المحتجين .. و طالب صغار الضباط سوار الدهب في “هنكر” القيادة بالتحرك ..
لم يكن جهاز نميري هدفآ في بواكير الثورة لأنه كان منيعآ متغلغلآ و لم يكن النظام الجديد قد ثبت أركانه بعد .. و لم يكن يريد أن يستعدى الجميع بضربة لازب .. و بعد أن أكمل الحراك نصابه و أراد الناس “تختة ” ليصوبوا عليها وجه الجيش مدفعيته أول ما وجهها لضباط جهاز الأمن .. جردهم من السلاح و الرتب و أهانهم .. ثم حل جهاز الأمن الذي صار أثرآ بعد عين .. حتى جاءت الأنقاذ و جمعت بعض أحاجيه ..
التاريخ دائري في هذه البلد .. ما أنفك يكرر ذات الأحداث و يعود لنفس النقطة .. و ما فعله الأمريكان بمدير جهاز نميري فعلوه بمدير جهاز البشير ..
تخيل أنت ذات نفسك “سيد الجواسيس ” أمريكا تخلت عنك .. فما بالك بأولادك في “تجمع المهنيين” ..
كنت عايز أقول أن تصريح بومبيو أنهى الحياة السياسية لرجل يملك ملفات مفصلة لكل الناشطين السياسيين في السودان .. و نقدر نقول أنو عبارة عن مصدر معلومات ضخم متحرك يحتاج تحليلها الي سنوات طويلة .. و عندو تاريخ طويل من التعاون مع الأمريكان أنفسهم .. و تفاني شديد في خدمتهم ..
تخيل حياتك السياسية تنتهى بتغريدة واحدة من شخص يبعد عنك الالاف من الكيلومترات ؟ تغريدة في تويتر ! عشان تعرف أنك هين كيف كسياسي أو كقائد في دول العالم “العاشر ” ..
تغريدة تحولك من أهم المرشحين و رهان الخبراء و السفارات الى شخص غير مرغوب فيه .. “فيزا ” ما يدوك ليها .. و الله درس كبير !
عبد الرحمن عمسيب