اللغة دي بالمناسبة أكبر من أنها وسيلة تعبير فقط .. اللغة دي ماعون تفكير .. و أختيارك للمفردة بالنسبة لشخص بسيط قد يمر مرور الكرام .. لكن بالنسبة للمهتمين بتتبع المفردات و دلالتها و توظيفاتها بيعنى أنك مكشوف ..
حركات التحرير دي عمومآ كانت حركات ضد الأستعمار .. و موجهة كانت للدخلاء الغريبين على أهل البلد و بيستغلو مواردو و ثرواتو و سكانو أنفسهم ..
لما تقول حركة تحرير السودان أو الحركة الشعبية لتحرير السودان فأنت بتتكلم عن تحريرها من “أستعمار ” .. أستعمار ثقافي و عرقي .. و ما دام خطابك في الأساس تجاه من تسميهم بأولاد البحر أو الجلابة أو النخبة النيلية ..الخ فده بيعنى أنك بتأسس لخطاب مقاومة أثنو ثقافي ضد مكون معين .. و بتسعى ” لجلاء” المكون المستعمرك ..
حتى كلمات مثل سودان جديد في مقابل سودان قديم .. و مصطلحات تخرج من فم الحلو كمصطلحات قوى السودان القديم .. الخ .. هي مصطلحات مليئة بالعنصرية .. و الكراهية ..الخ
لا يمكننا أن نبني هذا البلد في أجواء الكراهية و العنصرية .. لا يمكن أن نبنيها في ظل جماعات مسلحة تسعى لتحرير البلد “منا” .. و تصرح بذلك و تفسح لها المساحات الأعلامية و تعمل مع قياداتها اللقاءات الجماهيرية .. و ما يفتح الله على مثقف أو حتى حزب سياسي بكلمة بسيطة مفادها أن هذا الخطاب عنصري و خطاب كراهية و لا يمكن أن تبنى في ظل وجوده وطن .
عبد الرحمن عمسيب
فيسبوك