من قصص الرئيس الراحل نميري في قرية بدارفور

يروى في إحد قرانا باقصى جنوب دارفور أن الرئيس الأسبق جعفر محمد.نميري زار نيالا ثم طاف ببعض المدن الاصغر بل ووصل القرى ؛ كانت الموسم (درت) سمح وزين ؛ فاضت المطامير ؛ وراق الحال ؛ احتفى اهل القرى بالرئيس (أب عاج) أكرموه واعزوه ؛ راق لهم رجل يأكل (العصيدة) ويشرب الشاي شراب (حريف) أعجبهم فيه تبسطه ؛ جلوسه على الارض مشيه وهو يفج كتل الشوك ؛ او يمتطي جوادا مثل فارس خيال ؛ رقص معهم ؛ كأفأ الحكامات _وضع المال على الجبين _ جالسهم ليلا حول نار متقدة تنغرس في جمرها ورمادها (المناصيص) و (براد) الشاي الازرق اللون ؛ رووا انه خالف في تلك الليلة رجاءات قائد (طابية) الجيش بنيالا ورفض دعوة الناظر ؛ وتخير مرقده بجوار احد وجهاء قرية منسية ربما لم تذكر لا تحت خطوط جغرافيا او صريف توثيق رواة ؛ وفي يومه الاخير للمغادرة تكامل اليه اهل القرى والفرقان و(الحلال) في محفل اعد بساحة فيها يفرح الناس حين يمدون افراحهم او ينشرون اتراحهم للقريب والغريب ؛ يومها اتي (قسم) شاب تعجبه نفسه ؛ معتد بالخيلاء ونضارة الصبا ويسر الحال الظاهر على جلباب ناصع البياض وعمامة موشاة الأطراف وعطر اذا غشي مكانا خلفه ورائه ؛ وقف الفتي مندهشا فهو في لعاعات الدنيا المنغمس فيها اقل وعيا من ان ينتبه لقدوم رئيس او حتى هبوطه على القمر ؛ فوقف ومعه رفاق جيل في طرف المكان ؛ غير مباليين ببرتكول السكينة ؛ تارة يضحكون وحينا يصخبون وكانت له فرس مطهمة نفورة ؛ كلما صمت القوم لسماع حجج الاهالي بين يدي الرئيس حمحمت واصدرت صوتا فينهرها صاحبها _قسم_ ويذهب بها (موردا) الى طرف بعيد ثم يعود فتصدر ذات الإزعاج المتكرر حتى لحظة خطاب (نميري) الذي كلما تحدث ازعجته الحمحمة وسعي (قسم) بين صفا طرف المكان ومروة الحشد فلما قضى الرئيس وبشكل لبق إستأذن شيخ القرية وامر حرسه بجلب الصبي ؛ قال الرواة ان مسؤول محلي تحوقل وذعر اخر لكنهم جلبوه ؛ اقترب بذات طريقته المعتادة في المشى اامختال المتعجرف ؛ غير آبه بهمسات اللعن التي سقطت عليه (الله يقطع طاريك يا مسخوت) ! حتى مبلغ مجلس (نميري) الذي كان يتوهط على عنقريب ؛ فلما دنا منه شده (ابو عاج) حتى اندست اطراف الفتي ورقبته تحت ابط الرئيس الذي لوى زراع (قسم) حتى سقطت عمامته وخو يتلقى حديث هامس افلته بعده فقام يجمع اعطافه عائدا الى رفاقه في ظل شجرة عرد تقف مثل رؤوس الشياطين ؛ لم ينطق بكلمة سوى تعبير تصريح مقتضب اسر به لصديقه (علي التاسمير) اذ قال (الزول اب شدقا مفصد دت مانع ملخ ضراعي والله) ! يقصد النميري وفصد صغير قصير يميز وجهه ثم اضاف ..(توا اكرسو عليكو الله كن ناداني تاني بسلها) ويقصد زراعه ! والحديث بالحديث يذكر فإني اخشى ان (تسل) قصة الحدود ومصادر التشريع زراع الوثيقة الدستورية …قصة من باب (باي زا وي) …

بقلم
محمد حامد جمعة

Exit mobile version