جقلبة الطيب !

لا تنهَ عن خلُقٍ وتأتيَ مثلَه
عارٌ عليك إذا فعلت عظيم
هذا البيت هو في معنى قوله تعالى أتأمرون الناس بالبِرِّ وتنسَون أنفسكم- البقرة، 44
وقد نسب هذا البيت إلى كثير من الشعراء إلا أن المشهور أنه لأبي الأسود الدؤلي ، وهو ضمن قصيدة حِكمية في نحو أربعين بيتًا، ومنها:

يأيها الرجلُ المعلّمُ غيرَه هلاّ لنفسك كان ذا التعليمُ
ونراك تُصلح بالرشاد عقولنا أبدًا وأنت من الرشاد عديمُ
ابدأ بنفسك فانهَها عن غَيِّها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يُقبل ما تقول ويُهتدَى بالقول منك، وينفع التعليمُ

وأبو الأسود إسمه ظالم بن عمرو الدؤلي الكناني (ت. 688 م) وهو عالم نحْوي وضع علم النحو في اللغة العربية، وهو الذي قام (بتشكيل) أحرف المصحف بطريقة خاصة، وذلك بوضع النقاط على الأحرف العربية، وقد صحب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الذي ولاه قضاء البصرة، وشهد معه وقعة صفين والجمل ومحاربة الخوارج والطريف في (الموضوع) أن اسمه ظالم وكان قاضيًا.

تذكر العبدلله أبيات (أبوالأسود الدؤلي) هذا وهو يطالع مقالاً للكاتب الطيب مصطفى و(ما أدراك ما الطيب مصطفى) في زاويته (زفرات حري) بصحيفة الإنتباهة بتاريخ 6 أغسطس الحالي وقد كان بعنوان (دمعات حرى في وداع الحاجة هدية) وقد أفرد (الطيب) المقال لرثاء (اخته وامه الحبيبة العابدة المنفقة سليلة العترة النبوية الحاجة هدية محمد الزين) – كما أورد- وبعد أن ترحم عليها وعدد صفاتها وحكي الكثير من القصص نعى (الطيب) على المجلس العسكرى المعاملة القاسية التي وجدها إبنها عمر البشير قائلاً (الادهى والامر ان يطلب عمر البشير زيارة تطمينية لامه التي كان يبالغ في برها إذ كان يغشاها ايام كان رئيسا بالصباح والمساء ، فيرفض طلبه ثم يطلب ان يزورها بعد ان نقلت الى المستشفى فيرد طلبه ثم يطلب زيارتها وهي في العناية المكثفة فيتجاهل طلبه ثم هي تحتضر فلا يابه له احد حتى توفيت وهو يمني نفسه بالقاء نظرة وداع قبل ان تسلم الروح الى بارئها فقد حرم من مواراة امه الثرى في خروج قاس على ذلك التقليد الراسخ في الاعراف السودانية في تجاوز وانتهاك لمكارم الاخلاق التي جبل عليها الشعب السوداني عبر التاريخ ) !!

ونقول كما يقول أخوتنا في شمال الوادي (أسمعوااا ده وبطلواا ده) ، ومعناها بالسوداني (بالله أقيفوا وبطلو أي حاجه وأسمعو الزول ده بيقول في شنو؟) وهي عبارة إستهجانية تقال لم يتفوه بكلام غريب وعجيب ، وأليس عجيباً وغريبا أن يتحدث (الطيب مصطفى) عن الأخلاق والتقاليد السودانية وقد حدث ذات الموقف (بي ضبانتو) بمعرفة الرئيس المخلوع (ده ذاااتو) في ما عرف بمحاكمة ضباط إنقلاب رمضان وذلك أثناء احضار الضباط الذين نفذ فيهم حكم الاعدام ، حيث ابلغ العقيد بكري حسن صالح العقيد صلاح السيد بوفاة والده ، وطلب الشهيد ان يسمح له بمواساة الاسرة الا ان بكري حسن صالح قال له (ما ح تحتاج تمشي لأنك ح تلحقو بعد شويه ) !!

أتحدثنا بعد ذلك يا (الطيب) عن الأخلاق؟ والأعراف السودانية؟ (وخلينا من ده) ألم تسأل نفسك يوماً هل الأعراف والتقاليد (والإسلام ذاتو) تجيز (قتل الناس) ثم إخفاء مكان جثامينهم وقبورهم عن ذويهم ؟ أي قسوة هذه ؟ وأي سلوك ينافي أي نفس بشرية سليمة؟ وأي مسلم أو إسلام يمنع الأمهات الثكلى والأباء الحزانى والأبناء المكلومين من معرفة قبور متوفيهم (خليك من الكتل) والتيتم ؟ ثم تات لتحدثنا أنت عن (مكارم الأخلاق) التي جبل عليها الشعب السوداني عبر التاريخ ؟
يا أخي (إختشوا) وأطلبوا من هذا الشعب الصفح ولا تتحدثوا عن (الأخلاق) والأعراف السودانية فقد ذبحتموها من الوريد إلى الوريد وضربتم عرض الحائط بكل القيم الجميلة لهذا الشعب وخالفتم تعاليم هذا الدين الحنيف رغم إدعاءاتكم الزائفة بحمايته والزود عنه …. وإن كان فيكم (بقية مروءة) ونخوة وشهامة فأعلموا (أسر هؤلاء الشهداء) بمكان قبور أبنائهم .. وبطلوا (الجقلبة) و (الواي واي) !!!

كسرة :
يقول الشاعر (لا تنه عن فعل) وبعدين تعملو … وناس (الطيب) ديل (عملوا الفعل) ولمن سووهو ليهم بقى ليهم حار … قصة والله وحكاية !!

كسرة ثابتة :
فليستعد حرامية هيثرو وبقية القتلة واللصوص
• أخبار التحقيق في مقتل الأستاذ أحمد الخير شنوووووو

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة

Exit mobile version