الآصرة السودانية أوسع مما تظنون!

[JUSTIFY]
الآصرة السودانية أوسع مما تظنون!

أنا مع فضائية دارفورية في الفاشر تتحدث باللهجة العامية ومع نشرة أخبار باللغة الدارجية ومسلسلات ودراما وإسكتشات وكاميرا خفية من الجنينة ونيالا … وفضائية أخرى في الشرق تضج بالشعر والثقافة والأغاني والمشاهد السياحية وشيء من الاقتصاد وربيورتاج عن موانيء شرق أفريقيا يضع بورتسودان وسواكن ومحمد قول في عقد فريد مع مصوع وجيبوتي ومومباسا ولامو ودار السلام ومابوتو وديربان … وفضائية نوبية تذخر بالآثار وتعبق برائحة الريف والرغيف والتمر والعسل واخرى لجبال النوبة تنقل عنها فضائيات اليابان صراع “مورو” ضد “ضحية” … أقول هذا دون تردد ودون أن أخشى على “الآصرة القومية” إطلاقا فالعبرة بالخطة الموضوعة والكوادر التي تدير هذه المحطات والفهم العالي والراقي الذي يشرف على التنفيذ. وقبل أن يتبارى المتحدثون في سرد السلبيات لهذا الطرح المذكور عليهم أن يتأكدوا أن فضائية تشاد أكثر مقبولية في دارفور من التلفزيون القومي وعليهم أن يتأكدوا أيضا أن فضائية أرتريا عندما تقدم أغنية ورقصة بلهجة البني عامر تتحول آلاف الشاشات في كسلا من تلفزيون السودان … ولو دشن نوبة مصر فضائية فسيشاهدها النائب الأول لرئيس الجمهورية في السودان ومعه وزير الدفاع ووزير النفط ورئيس اتحاد الصحفيين وسيتركون تلفزيون محمد حاتم تماما وعندما يدشن التلفزيون السوداني باقته المتكاملة والمتنوعة وفق خطة مدروسة ومع حسن اختيار البرامج والكوادر والتوجهات فإن بذلك ينقذ “الآصرة القومية” ويجعلها نموذجا ومرجعا للقارة ويضمن سيادة الثقافة السودانية على امتداد حزام السافنا ومنطقة القرن الأفريقي … السودان يا سادتي بهذا التفكير الإنغلاقي حول آصرة يتوهم أن حدودها من الطينة إلى قرورة سيخسر ويخسر … وسيدافع عن “الآصرة القومية” في الخرطوم أمدرمان وداخل الحيشان الثلاثة بدلا عن أن تكون أحزمة تأمينه على مشارف المحيطين الهندي والأطلنطي … أقسم لكم أن المردوم له جماهير في نيجريا ومالي السنغال اكثر من أمدرمان وود مدني وان الفنان الأول في جيبوتي هو صلاح بن البادية وأن صورة دكين “صاحب المسلسل” مطبوعة في رقعة قماش في دكان صومالي في مومبسا الكينية.
فكّونا من ثقافة المستعربين الذين يذعنون لوصاية قديمة من “المشارقة” في الوطن العربي … نحن لسنا تلامذة للقاهرة ولا دمشق في الفكر القومي أو”تهيؤات الدولة القطرية” أو جدلية البعث العربي التي طورت الآصرة القبلية في نسختها الجاهلية إلى فكر قومي علماني وحديث … نحن أساتذة السافنا والسهل والجبل … نحن شيوخ القارة ومعلموها.
.

[/JUSTIFY]

نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني

Exit mobile version