تذكرت (ود الجردقو) وانا اتابع بكاء (الجبهة الثورية) وخسارتها لصندوق (البيبسي)

ود الجردقو
اذكر جيدا صديق ورفيق صبا ؛ على عهود الدافوري وتقسيمات (البيبسي) والاخيرة تقليد يقوم على أن يتكافل رفاق ميدان الكرة قيمة شراء صندوق بيبسي يتبارى عليه فريقين يحوز الرابح الصندوق ويكرعه من كسب المباراة فيما على الخاسر الانصراف الى جانب الطريق حيث (سبيل) يتحول مع المغارب الى (طشت) للإغتسال من تراب اللعب او مس بعض الخدوش بالماء وعادة يشهد عراكات جانبية يحوز اغلبها (ود الجردقو) الذي سرعان ما نطيب خاطره فهو اكثرنا اناقة اذ يأت للميدان بلباس رياضي مكتمل من فانلة و(شورت) وحذاء بوما بل فإنه يرتدي (شنكارات) واقية للساق تحت جورب رياضي انيق يمتد الى ما ركبته ؛ سبب اخر لتملقنا سلام الفتى انه مالك الكرة فإن غضب سنضطر الى كرة اخرى منبعجة ولا يمكن نفخها الا لدى عجلاتي لئيم اللفظ والعبارة كلما رانا نقبل به نحملها مثل طفل سلف تحجج بالأعذار واللسان السليط علينا الذي ادنى عباراته اننا (مقطعين) فكنا نضطر لتحاشي ذلك لبذل الرجاءات لصديقنا (ود الجردقو) رغم رغبتنا جميعا كلنا في ضربه حتى الموت لانه عادة السبب في خسارتنا بسبب اخطائه المريعة المستمدة من (كياشة) مفجعة لم تسترها ميزة زيه الرياضي المكتمل او كونه صاحب الكرة و(الكفر) ! فمن عاداته المملة انه يهوى خيالات اللقطات إذ يفترض ان (الدافوري) محاط براصدين من المصورين ! فكان ان استلم الكرة عوج يده وارخى مؤخرته يتمثل ظل (باكنباور) ! وان حازها امام مرمانا اتى بوقفة مماثلة الإرتخاءات وإن قفز وضرب (هيد) يقف لثوان مفتوح الزراعين والفم ! في كل تلك التوهمات عادة يختطف وليد مجاعة ؛ بجسده الهالك الكرة ويغزو بها مرمانا الذي كنت احرسه انا ؛ وبطبعي فإني كريم معطاء لا اصد او ارد فنخسر كل عصر وعشية ! تذكرت (ود الجردقو) وانا اتابع بكاء (الجبهة الثورية) وخسارتها لصندوق (البيبسي) في تقسيمتها الودية باديس ابابا مع قوى الحرية والتغيير ؛ فالثورية التي مثل صاحبنا مولعة بالصور واللقطات والمصورين ؛ فاكثرت من مشاهد الاحتشاد والالعاب الهوائية وظنت ان محصلة ذلك كاف لها لتؤسس محاصصة تدخلها بند القسمة ؛ فاعدت وقفات للكرة على الصدر او بمس المؤخرات حتى ادركها المغرب فاكتشفت ان عليها التوجه الى (السبيل) لتغتسل وتمس الماء تشرب او تصبه على راسها وان قدرت فإن عليها بالبحث عن (ود الجردقو) في صفها فإن رغبت ضربته وان رغبت عفت عنه فهو على الاقل يمكن ان يشتري لها كرة وزي رياضي ويوفر لها ميدان (دافوري) لكنه في كل الاحوال لن يكون في (الخرطوم) ولن يكون مع مجلس السيادة المنتظر او حكومة قوى الحرية والتغيير.

بقلم
محمد حامد جمعة

Exit mobile version